تعرف الجاني قبل خمس سنوات على مجموعة من المروجين الذين يقومون بنقل المخدرات من المناطق الشمالية إلى منطقة سلا وتمارة، وقضى عقوبتين حبسيتين بعد إلقاء القبض عليه بتهمة حيازة المخدرات والاتجار فيها، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في نشاطه رفقة ثلاثة إخوة، من بينهم الضحية، وشخصين آخرين من أبناء الدوار، كانوا يقومون بعد توصلهم بالبضاعة بحملها على ظهورهم ويسهرون على بيعها للراغبين في الدواوير التابعة لابن احمد، لم يدم الود طويلا بين المجموعة فسرعان ما دب الخلاف بينهم بعد أن أقدم الضحية على مهاجمة منزل أخت الجاني المتزوجة محاولا الاعتداء عليها جنسيا، تصرف لم يستسغه الجاني وولد لديه حقدا دفينا، وبعد جدال ونقاش حاد دار بينهما يوم الحادث بضواحي مدينة ابن احمد، أطلق المتهم رصاصتين على الضحية كانت إحداهما كافية لأن تسقطه جثة هامدة. صباح سادس نونبر الجاري، الذي يصادف ذكرى المسيرة الخضراء، تم العثور في حقل محروث ومسيج بسور من الأحجار في دوار الحواضرة جماعة احلاف قيادة أملال دائرة ابن احمد سطات، على جثة شخص ذكر في عقده الثالث، وفي حقل قريب تم العثور على كيس من القنب الهندي وسكين تقليدي من الحجم الكبير وكمية من أوراق التبغ وخراطيش تبين بعدها أن مجهولا أطلق أعيرة نارية على الضحية وأرداه قتيلا وغادر المكان. بعد إشعارها بالخبر، انتقل ممثل السلطة المحلية بأملال إلى مكان الحادث، قبل أن تصل فرقة من الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي بابن احمد وفرقة من المركز القضائي، عاينت جثة الهالك ممددة على الأرض, وبعد إخضاعها للتفتيش تم العثور على مبلغ مالي، وعلى بعد أمتار عثر المحققون على غليون – سبسي- ولوحة خشبية مخصصة لسحق الكيف وغير بعيد تم العثور على خرطوشتين فارغتين من عيار 12 ملمتر. بحث وتحقيق باشر المحققون إجراءات التحقيق وتم جمع المعلومات الأولية من مسرح الجريمة، وأخذ عينات الحمض النووي من مقدمة الغليون لإرسالها إلى المختبر العلمي من أجل تحليلها، كما تم رفع البصمات من على السكين والغليون والقطعة الخشبية، وتم التعرف على هوية الضحية من خلال تنقيط بطاقته على الناظم الآلي، إذ تبين أنه في عقده الثالث و ينحدر من ضواحي مدينة وزان، بعدها تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات من أجل التشريح. تم الاستماع في بادئ الأمر إلى سيدة في عقدها الخامس تسكن بالدوار المذكور، فأفادت بأنها كانت تقوم بجلب الماء من البئر الخاصة بمنزلها حين سمعت طلقتين ناريتين، ظنت في بادئ الأمر أن قنينة الغاز قد انفجرت في منزلها، ولما عادت أجرت تفتيشا في مطبخ المنزل فتبين لها أن القنينة لازالت صالحة، لتعلم بعدها أن الطلقتين كانتا من سلاح ناري وأنهما أصابتا شخصا أردتاه قتيلا، المعنية بالأمر أخبرت شيخ القبيلة بالحادث، فأشعر بدوره قائد املال بعد معاينته لجثة الضحية ممددة على الأرض، وعاين الشيخ شخصين غريبين بقيا بعيدين عن مكان وقوع الحادث، ولحظة مشاهدتهما سيارة القائد فرا في اتجاه الطريق المعبدة بعدما صرح أحدهما للآخر بأن أخاه قد فارق الحياة. جريمة نكراء صباح يوم الحادث كان الجاني رفقة الضحية وأخويه بالإضافة إلى شخصين آخرين بجانب دوار لحواضرة يقومون بترويج مادة الكيف سنابل وأوراق التبغ، وأثناء تجمعهم لأخذ قسط من الراحة حيث تبادلوا النقاش موازاة مع تناولهم مادة الكيف المسحوق بواسطة الغليون –السبسي- وأثناء النقاش دار جدال حول هجوم الضحية على أخت الجاني في منزلها ومحاولته الاعتداء عليها جنسيا، والتي تعتبر زوجة أحد الأشخاص الذي توجد بينه وبين أفراد عائلة الضحية عداوة مستمرة في شأن ترويج المخدرات في منطقة ابن احمد. بعدما تأجج الجدال بين الطرفين سب الجاني الضحية، الذي لم يستسغ الأمر وحاول استعمال البندقية التي يتحوزها حيث شرع في إخراجها من الكيس الذي كانت ملفوفة فيه، آنذاك أثار انتباه الجاني وجود بندقية جاهزة على ركبتي أخ الضحية الذي كان غير بعيد عن الجاني، حيث قام هذا الأخير بالانقضاض عليها وعلى كيس بلاستيكي به الخرطوشات وأطلق منها عيارين ناريين أصابا الضحية في صدره وبطنه وركبتيه. بعد إطلاقه النار، تمت مهاجمة الجاني من طرف أخوي الضحية والشخصين اللذين كانا برفقتهما وكانوا جميعا مسلحين ببنادق، وأطلقوا عليه النار دون أن يصيبوه بعدما هرب بعيدا في اتجاه الطريق الرابطة بين مدينتي ابن احمد وسيدي حجاج، وبعد ابتعاده عن مكان ارتكاب الجريمة وبعد تأكده من أن لا أحد يلاحقه تابع سيره مشيا على الأقدام حتى وصل إلى دوار العكاكبة، وبأحد المنازل المهجورة التي كان يقصدها من أجل المبيت عمل على دفن البندقية والخرطوشات تحت كومة كبيرة من الحجارة، وفكر الجاني في الانتقال إلى مدينة ابن أحمد قصد الهروب من بطش أخوي الضحية، وعند وصوله إلى الطريق استقل سيارة أجرة إلى مدينة ابن احمد ومنها توجه مباشرة إلى مدينة سلا حيث قضى ليلة هناك، قبل أن يسافر صباح الغد لزيارة عائلته بسيدي علال التازي ومنها إلى مدينة وزان، ليعود إلى مدينة سلا حيث وفر لنفسه مكانا آمنا قرب إحدى الضيعات الفلاحية. تلقى الجاني اتصالا هاتفيا من والده يشعره فيه بأن والد الضحية يتهمه بقتل ابنه، مطالبا إياه بالحضور إلى مركز الدرك الملكي بضواحي وزان أو المركز القضائي بسطات للإدلاء بتصريحه في الموضوع، لم يجد المتهم بدا من الاعتراف لوالده بالحقيقة بعد أن أخفاها عنه طيلة الأيام السابقة، مقرا أنه ارتكب الجريمة دفاعا عن شرف أخته ودفاعا عن نفسه. في صباح اليوم الموالي استقل الجاني سيارة أجرة بعد أن رغب في تسليم نفسه للعدالة، وكان والده دائم الاتصال به إلى أن دخل دوارهم حيث يقطن خفية، وولج منزل العائلة وأخبر والدته وزوجته وإخوته بالموضوع، وبعد أن أشعر والده بتواجده بالمنزل أشار إليه هذا الأخير بالبقاء في المنزل دون مغادرته حتى قدوم رجال الدرك الملكي خوفا عليه من بطش عائلة الضحية. إيقاف الجاني تم إيقاف الجاني واقتياده إلى القيادة الجهوية بمدينة سطات حيث أخضع لمجريات البحث التمهيدي ووضع رهن تدابير الحراسة النظرية بعد استشارة النيابة العامة لدى استئنافية سطات، ثم أحيل على أنظارها من طرف المركز القضائي بعد الانتهاء من المسطرة متهما بارتكاب جناية القتل العمد. النيابة العامة أحالت، بدورها، المتهم على قاضي التحقيق، والذي قرر إيداع الجاني السجن الفلاحي عين علي مومن ضواحي مدينة سطات على ذمة الاعتقال الاحتياطي على أن تبدأ فصول الاستنطاق والتحقيق في قادم الأيام.