اتهم حميد مجدي، النقابي الذي اعتقال بمراكش يوم الجمعة الماضي بعد أن عثرت المصالح الأمنية على كمية كبيرة من الكوكايين والشيرا داخل سيارته، «جهات نافذة» بالوقوف وراء «هذه المؤامرة الخبيثة». ولمح مجدي، الذي كان يتحدث مساء أول أمس الاثنين خلال ندوة صحفية عقدت بمقر الحزب الاشتراكي الموحد بمراكش، إلى أن المسؤولين الذين كان ينخرط في نضالات ضدهم في عدد من القطاعات بإقليم ورزازات قد تكون لهم اليد في هذا العمل «الدنيء»، مشيرا إلى الاحتجاجات التي قادتها نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في عدد من الفنادق التي لا تؤدي واجبات الضمان الاجتماعي لفائدة العمال، وكذا الاحتجاجات التي يقودها عمال منجم بوازر، إضافة إلى عدد من الاحتجاجات التي شارك فيها بالإقليم. وحكى مجدي، الذي كانت علامات التعب والإرهاق بادية على وجهه، أن المسماة «نوال»، وهي امرأة «مجهولة» كانت تتصل به وتقدم له نفسها على أنها من المتعاطفات معه ورفاقه في النقابة ونضالاتهم، التي يخوضونها بإقليم ورزازات. وأكد أنه لم يتذكر لقاء سابقا جمعه بالمسماة «نوال»، بالرغم من أنها ما فتئت تؤكد له أنها التقت به منذ شهور. وأضاف مجدي أن هذه السيدة «طلبت مني مقابلتها بمدينة الصخيرات لتوفرها على منزل هناك، لكني رفضت»، وأنها عاودت الاتصال به بعدما علمت بوجوده بمدينة مراكش، لتطلب منه اللقاء، وهو الأمر الذي استجاب له، دون أن يشك في أن شيئا يدبر له. انتظر مجدي المسماة «نوال» أمام محطة القطار، وأوصلها رفقة امرأة أخرى ادعت أنها خادمة والدتها التي تقطن بمنطقة باب دكالة. لكن في اليوم الموالي، التقى مجدي ب «نوال» في أحد المقاهي رفقة شقيقه حسن، في جلسة لم يتم فيها التطرق إلى النقابة والنضال و«إنما جلست تعاود لينا قصة حياتها، والمشاريع التي تريد أن تنجزها». انتهى اللقاء وانصرف كل واحد إلى حل سبيله قبل أن تعاود المرأة الاتصال بمجدي وتطلب منه لقاءها بمقهى بشارع علال الفاسي، قصد إيصالها إلى مطار مراكش المنارة. بعد ولوجه المقهى المذكور، ظل حميد ينتظرها ويتصل بها هاتفيا، وكل مرة تطلب منه الانتظار قليلا قبل أن ينقطع الاتصال، وتصير «العلبة الصوتية» هي المخاطب. وما هي إلا دقائق حتى اقترب ثمانية عناصر من رجال الأمن من حميد وطلبوا منه فتح سيارته لتفتيشها، ليفاجأ بكمية كبيرة من المخدرات عبارة عن خمس صفائح من مخدر الشيرا 448 غراما، و4 غرامات من الكوكايين، توجد عن يمينه. دام التحقيق ساعات قبل أن يتم عرضه يوم الأحد الماضي على أنظار قاضي التحقيق، الذي قرر متابعته في حالة سراح، بعد أدائه كفالة مالية قدرها 5000 درهم وإغلاق الحدود في وجهه، وسحب جواز سفره وتحديد يوم 5 دجنبر المقبل موعدا لاستنطاقه تفصيليا. واعتبر رشيد الإدريسي، المسؤول الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خلال المناسبة ذاتها، أسباب وظروف اعتقال مجدي «أعمالا إجرامية ودنيئة»، مؤكدا أن الغرض من هذا العمل هو «النيل من سمعة الناشط الحقوقي والفاعل الجمعوي والسياسي، المعروف بمصداقيته ونزاهته وأخلاقه العالية». وأكد الإدريسي أن هذا الاعتقال «رسالة ترهيب يجب الرد على أصحابها بنفس القوة».