ذكر مصدر قضائي أن قاضي التحقيق بابتدائية مراكش قد أطلق أول أمس الأحد 18 نونبر الجاري، سراح حميد مجدي المسؤول الحزبي في الاشتراكي الموحد بوارزازات والناشط النقابي والحقوقي الذي اعتقل يوم الجمعة 16 نونبر 2012 بشارع علال الفاسي بالمدينة الحمراء بعد تفتيش سيارته والعثور على كمية من المخدرات فيها، بكفالة قدرها خمسة آلاف درهم مع منعه من السفر وسحب جواز سفره. وكشفت تصريحات المعني معلومات خطيرة تهم ملابسات اعتقاله وتدعم فرضية المؤامرة التي سارعت أوساط نقابية وسياسية وحقوقية إلى التلويح بها مباشرة بعد عملية توقيفه ، وهو السيناريو الذي حملته شكاية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش إلى وزير العدل والحريات بخصوص حيثيات وظروف وملابسات اعتقاله . حيث أوضحت أن سيدة اتصلت بالناشط حميد مجدي وقدمت له نفسها على أنها متعاطفة معه ومع رفاقه في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في معاركهم النضالية التي يخوضونها بمدينة ورزازات ، وأنها سبق لها أن تعرفت عليه رغم أنه لا يتذكر ذلك وقدمت له نفسها على أنها ناشطة نقابية بشركة «بوجو» للسيارات بفرنسا، طالبة منه أن تلتقي به بمدينة الصخيرات لكونها تتوفر على منزل هناك وهو الشيء الذي رفضه حميد مجدي ، لتتصل به بعد ذلك وتطلب لقاءه بمراكش وهو ما استجاب له فالتقى معها فعلا بأحد المقاهي بالمدينة رفقة أخيه مجدي حسن وبعد ذلك افترقا . نفس السيدة ستتصل به في ذلك اليوم أي الجمعة 16 نونبر 2012 في الساعة الثالثة مساء وتطلب منه أن يلتقيها في أحد المقاهي بشارع علال الفاسي قصد إيصالها لمطار مراكش المنارة. وقد ولج المقهى المتفق عليه وظل هناك ينتظرها ويتصل بها هاتفيا وتطلب منهالانتظار قليلا ليعاود الاتصال بها ليجد هاتفها مغلقا. وفي أثناء ذلك حضر رجال الأمن الذين طلبوا تفتيش سيارته ليفاجأ بكمية كبيرة من المخدرات (خمس صفائح من مخدر الحشيش وأكياس بلاستيكية بها مسحوق أبيض يعتقد أنه من المخدرات الصلبة «الكوكايين ) ليتم وضعه رهن الحراسة النظرية وتقديمه للنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش يوم الأحد 18 نونبر 2012 والتي قررت متابعته من أجل جنحة حيازة المخدرات، وأحالته على قاضي التحقيق الذي قرر متابعته في حالة سراح مع كفالة مالية قدرها 5000 درهم وإغلاق الحدود وسحب جواز سفره . ويشير الناشط حميد مجدي إلى أن السيدة التي قدمت نفسها باسم «نوال» كانت برفقة سيدة أخرى ادعت بأنها والدتها وقد حجزت الشرطة القضائية بمراكش قرصا يحتوي صورهما وهما بمحطة القطار بمراكش. وسبق للناشط الحقوقي والنقابي حميد مجدي أن تعرض بسبب تحركاته النقابية والحقوقية لمتابعة قضائية بمناسبة شكاية وجهها العامل السابق لورزازات للسلطات القضائية بالمدينة، متهما إياه ورفاقه في النقابة بإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم والتجمهر و غيرها. وتشير مصادر جمعوية إلى أن الناشط المذكور قد تعرض لتهديدات مستمرة والتي وضع بشأنها شكاية لدى السلطات القضائية بورزازات ما زالت نتائجها لم تظهر لحدود الآن. . وقالت تنظيمات سياسية ونقابية وحقوقية في بيان مشترك لها إن المعطيات السالفة الذكر تؤكد أن اعتقال المناضل حميد مجدي والمعروف بمصداقيته ونزاهته وأخلاقه العالية، هو أساسا بسبب نشاطه السياسي والنقابي والحقوقي .. وقد أدان الحزب الاشتراكي الموحد في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، اعتقال العضو في الحزب والمسؤول النقابي حميد مجدي، مطالبا بإطلاق سراحه فورا، وبالكشف عن أبطال هذه« المؤامرة». وجاء اعتقال مجدي حسب بيان للحزب الاشتراكي الموحد، بعد تبرئة القضاء لمجموعة من عمال بوازار ونجاح القافلة التضامنية مع سكان ايميضر، والاستقبال الكبير الذي حظيت به من طرف الاتحاد المحلي ل ك. د.ش بمقرها بورززات والدعم المعنوي الذي قدمته لسكان دواوير ايميضر المعتصمين فوق جبل البان، دفاعا عن حقهم في الماء ورفض التهميش والإقصاء .