دخلت اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة مرحلة التصعيد مع سلطات الاحتلال الإسباني، بعدما أعلنت اللجنة عن إلحاقها أضرارا بأحد تماثيل هذه المدينة، يعتبر رمزا للقوة الإسبانية ضد ما تصفهم إسبانيا ب «الغزاة». وتبنت اللجنة عملية بتر أحد ذراعي التمثال، الذي كان يحمل سيفا بيده، فيما لم تستسغ سلطات المدينة الأمر الذي حدث فجر أول أمس. ووفق مصادر إسبانية، فإن التمثال الإسباني يرمز إلى الضابط العسكري بيدرو دي إستوبنيان، الذي أسندت إليه الملكة إيزابيلا الكاثوليكية سنة 1497 مهمة غزو مليلية وبعدها غزو الشواطئ المغربية بهدف منع وصول الموريسكيين خلال فرارهم من بطشها إلى المغرب. وأفادت مصادرنا أن ذراع التمثال تم نقله إلى أحد المستودعات في انتظار ترميمه وإعادته إلى التمثال المبتور. من جهتها، أشارت مصادر من اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة أن اختيارها تحطيم هذا «الصنم الإسباني» لم يأت من فراغ، لكونه يوجد بساحة تحمل اسم هذا العسكري الذي قام بغزو مليلية، وكان هو المكلف بتطبيق «الوصية الإفريقية لإيزابيلا الكاثوليكية» القاضية باحتلال المغرب وتنصيره. وتصاعدت حدة المواجهات بين نشطاء اللجنة وبين السلطات الأمنية الإسبانية العاملة بمعبر بني «انصار» كرد فعل من اللجنة على إعلان السلطات الإسبانية اعتقال أحد أعضاء اللجنة، حينما كان يعتزم دخول مليلية، فيما استدعى مندوب حكومة مليلية إلى اجتماع عاجل حضره ضباط سامون من الحرس المدني الإسباني ورجال الشرطة الوطنية لدراسة ملابسات هذا الحادث، الذي زعزع السلطات وأثار استنفارها. وفي الوقت الذي أشارت بعض الأحزاب الإسبانية إلى أن الحادث يعتبر أمرا معزولا، فإن المصالح الأمنية تتخوف من انتقال شرارة المواجهات والاحتجاجات المنظمة من طرف اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة إلى داخل المدينة، وهو ما يعتبر انتصارا لهذه الأخيرة في نقل مطالبها إلى داخل المدينة التي تقع تحت السيادة الإسبانية.