عبد الصمد الصالح على غير العادة، تتواصل أشغال منتدى «ميدايز» في دورته الخامسة في أجواء باردة، تغيب عنها الإجراءات الأمنية المشددة والضيوف المثيرون للجدل، كما يغيب عنها وزراء حكومة عبد الإله بنكيران، باستثناء إدراج اسم وزير السياحة، لحسن حداد، في أحد محاور الدورة. وشهد افتتاح المنتدى، مساء أول أمس الأربعاء، غياب وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، القياديّ في حزب العدالة والتنمية، الذي طالما انتقد المنتدى خلال دوراته السابقة، خصوصا عند استضافته مسؤولين إسرائيليين، غير أن غياب العثماني هذه المرة ارتبط بسفر إلى الخارج، في إطار مهامه الدبلوماسية. ولم يشهد حفل افتتاح المنتدى، الذي ينظمه معهد «أماديوس»، والذي يرأسه إبراهيم الفاسي الفهري، نجل المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري، إجراءات أمنية مُشدَّدة، كما كان الشأن في الدورات السابقة، حيث بقيت حركة المرور أمام الفندق المحتضن لأشغال المنتدى محافظة على نسفها الاعتيادي. وربطت مصادر مطلعة «بساطة» الإجراءات الأمنية بغياب أي مسؤولين إسرائيليين عن أشغال المنتدى، وهو الأمر الذي كان يستلزم في السابق إجراءات أمنية صارمة، كما كان الشأن خلال الدورة التي استضافت وزيرَ الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني. ويشارك في هذا المنتدى، الذي ينظم تحت شعار «الجنوب ومطلب نظام دوليّ جديد»، ويختتم أشغاله يوم غد السبت، أزيدُ من 150 شخصا من هيآت سياسية واقتصادية يمثلون القارات الخمس، من بينهم رئيس الحكومة الإسبانية السابق، خوسي لويس ثاباتيرو، والوزير الأول المالي، الشيخ موديبو ديارا، والرئيس الغاني السابق، جون كوفو، كما يُتوقَّع حضور الأمين العامّ السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات. يشار إلى أن المواضيع المثيرة للجدل، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، «غابت» عن برنامج ندوات المنتدى هذه السنة، حيث لم يخصص أيّ محور لهذا الأمر، بينما يحضر الملف السوريّ في المناقشات، التي تشهد حضور وفد مهمّ من المعارضة السورية.