48 ساعة من الأمطار المتواصلة، التي شهدتها، بداية الأسبوع الحالي، مختلف مناطق الجهة الشرقية وعلى الخصوص مدينة وجدة، كانت كافية لكشف عيوب البنية التحتية وهشاشة بعض المنازل المصنفة ضمن السكن الاقتصادي، وإثارة الانتباه إلى الوضعية الخطيرة التي يعيش فيها بعض سكان الأحياء الهامشية بعد سقوط منازل بعضهم. لم يجد مجموعة من سكان دوار الزركة بجماعة سيدي يحيى الواقع على حدود المحيط الحضري لوجدة من وسيلة لإسماع نداء الاستغاثة بعد سقوط 10 منازل على رؤوسهم، إلا تنفيذ وقفة احتجاجية، صباح أول أمس الثلاثاء، أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة انجاد، طالبوا خلالها بالتدخل العاجل لإنقاذهم. سكان دوار الزركة القاطنون تحت أكواخ وبيوت من طوب تشبعت بمياه الأمطار وانهارت جدرانها وتشردت ساكنتها من الأسر الفقيرة وبات أفرادها في العراء ملفوفين في أغطية من البلاستيك، التمسوا مد يد المساعدة إليهم بمنحهم خياما وأغطية تقيهم الأمطار وتحميهم من البرد، والتعجيل بتسليمهم البقع الأرضية التي وعدتهم بها السلطات المحلية في إطار برنامج القضاء على مدن الصفيح. كان دوار الزركة يحتضن حوالي 150 أسرة تقطن في بيوت من طوب وقصدير، وفي إطار برنامج القضاء على مدن الصفيح، استفادت حوالي 100 أسرة من بقع أرضية، تمكنت حوالي 90 منها من مغادرة الدوار بعد تشييد منازلها فيما عجزت حوالي 13 أسرة عن ذلك لانعدام دخلها، إذ تضم أرامل وعجائز ومرضى لا يؤمنون حتى قوت يومهم ويعيشون على صدقات المواطنين. وسجل حي الزرارقة وحي الفيتنام سقوط بعض البيوت المشيدة بالطوب أو الآيلة للسقوط جراء الأمطار. بل تداعت بعض جدران الخرب المهجورة أو المحيطة ببقع أرضية داخل المدينة، وهو الوضع الذي يتطلب الانكباب على هذه الخرب داخل المدينة اتقاء لكوارث غير محمودة. واحتج سكان حي بنعدي القاطنون بالسكن الاقتصادي المحاذي لحي لمحرشي بجماعة واد الناشف على الشركة التي شيدت مجموعة من المنازل المصنفة في خانة السكن الاجتماعي ب14 مليون سنتيم، كما نددوا بالبنية التحتية للحي، سواء على مستوى الأزقة المعبدة أو البالوعات المكشوفة أو المكسرة أغطيتها، والتي تسببت في إغراق الحي في أودية من مياه الأمطار المتهاطلة. واشتكى هؤلاء من شقوق وتصدعات الجدران والسقوف وتسربات مياه الأمطار منها، والتي تسببت في إتلاف الأثاث والأغطية وحولت الغرف إلى مسابح ووضعت ساكنتها في خطر الصعقات الكهربائية بفعل تشبع الجدران والسقوف بالمياه. «هل من المعقول أن نتغطى بلحاف من البلاستيك داخل بيوتنا؟ وهل من المنطقي أن نضطر إلى التحرك في الظلام تجنبا للمس زرّ كهربائي خوفا من صعقة كهربائية؟» يتساءل هؤلاء المواطنون الذين دعوا «المساء» إلى زيارة بعض المنازل التي تحولت إلى خرب. ولم تسلم أقبية بعض الأحياء الراقية بحي القدس وحي زنكوط، من مياه الأمطار الجارفة التي اتخذت من الشوارع القادمة من غابة ووادي سيدي معافة مجاري كعادتها لتصنع بحيرات وسط المدينة الألفية وعجزت بالوعات وقنوات الصرف الصحي عن ابتلاعها بل كان البعض منها مختنقا، وعانى المواطنون كثيرا من أجل تصريفها أو عبور الطرقات والشوارع والأزقة، بل تعذر على البعض الوصول إلى منازلهم في أمن وسلام. وهو الوضع الذي يدعو إلى التسريع بإتمام المشروع الضخم المتمثل في حماية المدينة الألفية من فيضانات وادي سيدي معافة.