قال فاعلون في مجال السياحة إن الرؤية السياحية لمدينة الصويرة «تتطلب توحيد صفوف المهنيين السياحيين بالمدينة، والعمل على تطوير المنتوج وتأهيله». وأضاف المتدخلون خلال الملتقى السياحي الأول الذي نظمه نادي الصحافة بمراكش تحت شعار: «السياحة رهان التنمية» أن مدينة الصويرة بحكم موقعها التاريخي والجغرافي مؤهلة للعب أدوار طلائعية في النسيج السياحي الوطني والدولي من حيث جلب السياح الأجانب من مختلف الجنسيات العالمية. وأوضحت لطيفة بومزوغ، فاعلة سياحية، أن مدينة الصويرة كانت مهمشة قبل التسعينات، بحيث يعتمد اقتصادها على منتوج الصيد البحري والصناعة التقليدية، غير أنه ومنذ 1992 أخذت السياحة تنتعش بفضل تحسن البنية الإيوائية والخدمات الفندقية، هذا التطور يزكيه الانتقال من سياحة المرور، التي لا تتجاوز مدة الإقامة فيها ليلة واحدة، إلى سياحة «الإقامة»، مؤكدة أن ما ساعد على ذلك الخط الجوي الرابط بين الدارالبيضاءوالصويرة، والمجهودات التي انصبت على القطاع السياحي، وخاصة على مستوى الفنادق المصنفة وغير المصنفة، ودور الضيافة والمطاعم والإقامات السكنية، التي شكلت عنصرا هاما في ترسيخ سياسة الإقامة. وأكدت المتحدثة أن ما ميز معظم المنشآت السياحية، التي تزخر بها المدينة هو المزج بين الأصالة والمعاصرة، وتقديم خدمات متميزة، مشددة على أن ذلك وحده لا يمكن أن يكون «عامل جذب»، لذا برزت أنشطة ومهرجانات مكملة لهذا المنتوج، وهي الفضاءات التي نجحت بشكل لافت في التعريف بمؤهلات مدينة الصويرة، وبخصوصياتها التاريخية والحضارية، ولذلك يمكن اعتبار هذه الفترة بمثابة نقلة نوعية من العزلة والانطواء إلى التواصل والتشاور والانفتاح على الغير. ولم تخف بومزوغ التقصير في حق السياحة الداخلية رغم أهميتها، حيث إن أغلب المنشآت السياحية موجهة إلى السائح الأجنبي، إلا أن التفكير في السبل المثلى حسب رأيها والإجراءات المزمع اتخاذها مستقبلا من شأنها أن تساهم في استقطاب السائح المغربي وإرضاء رغباته، معبرة عن تفاؤلها بالسياحة داخل المدينة نظرا لمؤهلاتها الطبيعية والحضارية، والاستثناء الخصوصي المميز للفضاء. وقد طالبت المتحدثة كل المهتمين بهذا القطاع بالانكباب على تطوير وتسويق المدينة، والعمل على توحيد المهنيين السياحيين بين كل الألوان والأجناس، مع الانفتاح على الدعاية والإعلانات بالقنوات الدولية والصحافة الوطنية والعالمية المكتوبة والإلكترونية والمسموعة.