أفاد مصدر مطلع أن لجنة تابعة للإدارة المركزية للسجون، مكونة من أربعة أشخاص، حلت صباح أول أمس بالسجن المحلي سيدي موسى في الجديدة، للتحقيق في وضعية السجن والسجناء، وخاصة من المعطيات التي تم تسريبها حول وجود مكان مخصص للتعذيب داخل السجن معروف باسم «جنان الكرمة». وأكدت مصادر من داخل السجن المحلي في الجديدة أن عدد من السجناء استقبلوا أعضاء اللجنة بالاحتجاج حول أوضاعهم، واستنجدوا باللجنة لإطْلاعها على حالات «التعذيب» التي قالوا إنهم يتعرضون لها في «جنان الكرمة». وقالت نفس المصادر إن بعض السجناء رموا رئيس المعقل بهواتف محمولة كأسلوب للاحتجاج على أوضاعهم، وإن اللجنة التي حلت بالسجن المحلي زارت «جنان الكرمة»، في الوقت الذي استمعت اللجنة إلى عدد من السجناء. وفي السياق ذاته، علمت «المساء» أن المندوب الجهوي للسجون كان قد حلّ، قبل أيام، بالسجن المحلي للجديدة، للاطّلاع على حالة السجين توفيق الكردودي، المحكوم بثمان سنوات سجنا نافذا، والذي يتهم مسؤولين بتعذيبه، بسبب الشهادة التي أدلى بها للجنة التي عيّنها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أثناء إنجاز تقرير حول الوضعية المزرية التي يعيشها نزلاء في السجن المحلي. وقد حصلت «المساء» على رسالة للسجين المذكور الموجود حاليا في المستشفى الإقليمي للجديدة موجهة إلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يخبره فيها أنه سيجري عملية جراحية في الفخذ الأيسر، بعد أن تعفن الجرح الذي سببه له أحد مسؤولي السجن الذي قال هذا السجين إنه أطفأ سيجارة في فخذه، وهو مكبَّل ومجرَّد من ملابسه، وفق ما جاء في الرسالة. كما يتهم السجين المذكور نفس المسؤول بمنعه من عرض حالته على طبيب السجن، مبررا ذلك بكونه سيستغل ذلك من أجل إنجاز شهادة طبية ومتابعته قضائيا، في الوقت الذي قال السجين في شكايته إنه كان يريد فقط الحصول على العلاجات الضرورية. وبعد تعفن الجرح وتدهور حالة السجين الصحية، أجبروا على نقله إلى مستشفى محمد الخامس. ويطالب المعتقل المذكور، في شكايته، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالتدخل للتحقيق في المضايقات التي قال إنه بات يتعرض لها بسبب شهادته وجرأته على البوح بالحقيقة للجنة المجلس، وعلى رأسها التهديد بالترحيل. قال مدير السجن المحلي سيدي موسى إن «ما جاء في شكاية السجين المعني بالأمر مجانب للصواب»، مستشهدا بشهادة طبيب السجن، الذي أكد -بدوره- أن «الأمر يتعلق بتعفن عادي ولا علاقة له بحرق». كما نفى مدير السجن وجود مكان للتعذيب يسمى «جنان الكرمة» أو أن يكون المعتقَل المذكور قد تعرَّضَ لتهديدات أو ترهيب، مؤكدا في الوقت ذاته أن اللجنة التي حلت بالسجن استمعت إلى العديد من السجناء، وهي التي ستكشف ظروف السجن والسجناء وستكشف حقيقة مكان التعذيب المسمى «جنان الكرمة».