شنّ الطيران الإسرائيلي، أول أمس، غارات على قطاع غزة بعد تهديد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتصعيد الهجمات على القطاع، وذلك عقب قصف إسرائيلي استشهد فيه ستة فلسطينيين، في وقت أعلنت الولاياتالمتحدة دعمها ل»حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هذه الغارات «استهدفت نفقا للتهريب وبناء يستعمل لتخزين أسلحة في شمال قطاع غزة وموقعا لإطلاق الصواريخ في جنوب القطاع»، موضحا أن الطائرات «أصابت» هذه الأهداف. وكان السفير الأمريكي لدى إسرائيل دان شابيرو قد أعلن تضامن بلاده مع سكان جنوب إسرائيل، الذين ادعى أنهم «يتعرضون للقصف بالصواريخ من جانب منظمات إرهابية في غزة». وأكد شابيرو مجددا دعم الولاياتالمتحدة «لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ومواطنيها ضد هذه الهجمات». وقد شارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة في تشييع ستة شهداء سقطوا في غارات جوية إسرائيلية على القطاع خلال أربع وعشرين ساعة. وطالب الفلسطينيون في جنازات الشهداء بالثأر لهم، ويشير الفلسطينيون إلى أن أربعة ممن سقطوا في الغارات الإسرائيلية مدنيون أصيبوا بقذيفة دبابة عندما كانوا يؤدون واجب العزاء في سرادق مزدحم في حي الشجاعية في غزة. وكانت حكومة غزة قد أعلنت ارتفاع عدد الشهداء إلى ستة، وعدد المصابين إلى 32 شخصا، الذين سقطوا وأصيبوا بالغارات الجوية والقصف الإسرائيلي الذي استهدف حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، ومنطقة النجار في بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوبا. من جهتها، أعلنت حركة حماس أن الرد على الهجمات الإسرائيلية حق مكفول، قائلة إن «مقاومتنا للاحتلال وللجنود الصهاينة الذين يقتلون أبناءنا مشروعة»، محملة حكومة تل أبيب المسؤولية الكاملة عن التصعيد. وبدأ التصعيد بعد اشتباكات بين ناشطين فلسطينيين وجيش الاحتلال لدى توغله على أطراف شرق مدينة غزة، حيث استُهدفت سيارة عسكرية بصاروخ فلسطيني، خلف أربعة جرحى، حالة اثنين منهم حرجة، حسب الإذاعة الإسرائيلية. في سياق ذي صلة، أبلغ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول أمس الأحد معارضته للقرار الفلسطيني بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعطاء فلسطين صفة دولة غير عضو. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن الموقف الأمريكي جاء خلال «اتصال هاتفي مطول بين الرئيسين محمود عباس وباراك أوباما، حيث هنأه الرئيس عباس بنجاحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية». من ناحيته، أكد البيت الأبيض في بيان نشره بعد الاتصال الهاتفي أن أوباما «جدد التأكيد خلال اتصاله بعباس على معارضة الولاياتالمتحدة للجهود الأحادية الجانب في الأممالمتحدة». وأضاف البيان أن الرئيس الأمريكي «جدد التأكيد على التزامه من أجل السلام في الشرق الأوسط ودعمه القوي للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين للوصول إلى هدف قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وآمن». وأوضح أن أوباما أعرب عن الأمل في «مواصلة التعاون الوثيق مستقبلا» مع عباس. وكان عباس قال في كلمة ألقاها الأحد في الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات: «ذاهبون إلى الأممالمتحدة لنحصل على دولة غير عضو»، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط «هائلة» لتتراجع عن هذه الفكرة. وأضاف الرئيس الفلسطيني: «لن نتراجع ونحن ذاهبون في نونبر الحالي 2012 وليس نونبر 2013 أو 2014».