استشهد ستة فلسطينيين في غارات للجيش الإسرائيلي على السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل نهاية الأسبوع, بالإضافة إلى 32 جريحا, بينهم عشرة في حالة خطيرة. وقد اعترف جيش الاحتلال بأنه شن غارة جوية على المنطقة, بينما قالت الجهاد الإسلامي إنها أطلقت سبعين صاروخا قصير المدى وقذيفة هاون عبر الحدود منذ أمس السبت مما دفع السكان الإسرائيليين إلى دخول الملاجئ. وقد قال مسعفون إن إسرائيليا واحدا على الأقل أصيب في بلدة سديروت. وكان خمسة أشخاص قد استشهدوا، في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي استهدف حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، إضافة إلى منطقة النجار في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وشهد القطاع تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية الإسرائيلية، خصوصاً طائرات الاستطلاع، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، طوال ساعات الليلة الماضية وحتى ساعات الفجر، مما أثار قلق المواطنين بتجدد عمليات القصف. وقد أطلق الفلسطينيون الليلة الماضية أكثر من ثلاثين صاروخا وقذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات. وبدأ التصعيد الأخير بعد اشتباكات اندلعت بين ناشطين فلسطينيين وجيش الاحتلال لدى توغله على أطراف شرق مدينة غزة، حيث أطلق مقاتلون فلسطينيون صاروخا مضادا للدبابات باتجاه سيارة جيب عسكرية إسرائيلية خلال عملية التوغل. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن إصابة أربعة جنود بجروح وصفت حالة اثنين منهم بالحرجة أمس. وذكرت الإذاعة أن قوات الجيش ردت على الحادثة بقصف بري وجوي على أهداف بالقطاع. من جهته هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ب"الرد بحزم على حادث تعرض الجيب العسكرية لإطلاق القذيفة" من قطاع غزة. وقال باراك في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية إنه سيتم الأيام المقبلة النظر في اتخاذ إجراءات أخرى رداً على هذا "العدوان". وأكد باراك أنه "لا يمكن المرور على التصعيد الحاصل على حدود غزة مر الكرام". كما قال باراك "نحن لا نقبل بالطبع محاولتهم لتغيير القواعد, فأساس الصراع يتعلق بالسياج.. نعتزم تمكين قوات الدفاع الإسرائيلية من العمل ليس على جانب فقط بل على الجانب الآخر أيضا". في المقابل قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "التصعيد الصهيوني واستهداف المدنيين خطير ولا يمكن السكوت عليه ويجب أن يوضع له حد". وأضاف بيان لها أنه "من غير المسموح على الإطلاق فرض أي معادلات إسرائيلية على شعبنا، ومقاومتنا للاحتلال وللجنود الصهاينة الذين يقتلون أبناءنا مشروعة ودفاعنا عن أهلنا". وحملت حماس حكومة تل أبيب المسئولية الكاملة عن كل تبعات وتداعيات هذا التصعيد "ولن نسمح بأن يكون الدم الفلسطيني ثمنا لتحقيق مكاسب انتخابية وسياسية إسرائيلية".