طوى فريق الرجاء البيضاوي صفحة مباراة الديربي أمام الوداد الرياضي، في نصف نهائي كأس العرش لكرة القدم، بتحقيقه لفوز أسعد به جماهيره العريضة، ومنح الفريق بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية، حيث سيواجه في نهائي مثير فريق الجيش الملكي المتفوق على جمعية سلا. وإذا كان الفوز بالديربي زرع الابتسامة في وسط محبي الرجاء ومسؤوليه، إلا أن هذا الفوز يجب ألا يكون بمثابة الشجرة التي تخفي الكثير من الانزلاقات في فريق الرجاء، وخصوصا بين بعض لاعبيه، ممن باتوا «يستفزون» منافسيهم، ويساهمون في «تأجيج» الجمهور، ويقدموا صورة سلبية عن فريق الرجاء. قد يقول بعض المتعصبين إن المهم هو أن يفوز الرجاء، وأن الباقي مجرد تفاصيل لا تعنيهم في شيء، لكن يجب على هؤلاء أن ينظروا أبعد من أنوفهم، وأن يساهموا في دفع الفريق والكرة المغربية إلى الأمام، وإعطاء المثال وليس «التشجيع» على سلوكات لن تخدم الممارسة الكروية. في مباراة الرجاء وأولمبيك آسفي، خرج محسن متولي عن النص، وتلفظ بكلمات نابية، التقطتها كاميرات التلفزيون، وتناقلها رواد المواقع الاجتماعية، وفي مباراة الديربي أمام الوداد، خرج ياسين الصالحي لاعب الفريق بتصريحات مستفزة لجمهور الوداد، ذهبت به حد وصف الأخير ب«العديان»، وبكلمات أخرى من غير المقبول أن تصدر من لاعب يحمل قميص الرجاء ويلعب للمنتخب الوطني. تحدث مثل هذه الأمور في وقت يمضي فيه الفريق في الطريق الصحيح ويحقق نتائج إيجابية، فماذا لو أن الأمور لم تكن كذلك، وحصد الفريق نتائج سلبية، هل سيتحول بعض هؤلاء اللاعبين إلى قنابل موقوتة. إن هذه السلوكات المستفزة مؤشر سلبي وتدق ناقوس الخطر، ويجب على مسؤولي الرجاء مسيرين وخصوصا اللجنة التأديبية، وطاقما تقنيا أن ينتبهوا لما يحدث ويضعوا النقاط على الحروف، وينبهوا هؤلاء اللاعبين إلى أنهم يحملون قميص فريق عريق اسمه الرجاء ولا يدافعون عن أنفسهم، بل يجب على اللجنة التأديبية للرجاء والمدرب امحمد فاخر أن يكونوا أكثر جرأة وأن يعاقبوا هؤلاء اللاعبين بإصدار غرامات مالية في حقهم، إن اقتضى الحال، لا الاكتفاء بالصمت وكأن شيئا لم يحدث. الفرق الكبرى تصدر العقوبات التأديبية في جميع الحالات سواء أكان الفريق منتصرا أو منهزما، بل إنها تشجع على الانضباط واحترام الآخر، والروح الرياضية. على الأقل، من المفروض في فريق كالرجاء ألا يعطي شارة العمادة للاعب محسن متولي، رغم أنه هو الثاني في قائمة اللاعبين الذين يحملونها وراء أمين الرباطي، فشارة العمادة تعني الرزانة والانضباط، وليس الانفلات بكل أنواعه.