قال حسن بناجح، مدير مكتب الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، في تعليقه على الرسالة المفتوحة التي وجهها عبد الله الشيباني، صهر عبد السلام ياسين إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إن «هناك مبدأ يؤطرنا داخل جماعة العدل والإحسان هو أن الرأي الرسمي تعبر عنه مؤسسات الجماعة ويعبر عنه الناطق الرسمي للجماعة، وفي مقابل ذلك فإن كل ما يصدر عن أعضاء الجماعة أو حتى عن قياديين داخلها من آراء بصفاتهم الشخصية أو صفاتهم الأكاديمية فذلك يبقى في إطار الرأي الخاص وينبغي أن يناقش باعتباره كذلك، بمعنى أنه لا يجب إقحام الجماعة في الموضوع». المصدر ذاته أضاف في تصريح استقته «المساء» أن «موقف الجماعة من عدد من القضايا الأساسية والسياسية واضح، وحين ترغب في التعبير عن موقفها فمعلوم المصادر التي تصدر عنها تلك المواقف، أما باقي ما يصدر عن الآخرين فينبغي أن ينظر إليه باعتباره رأيا خاصا بصاحبه، وهذا معمول به لدى جميع التنظيمات، ولا معنى لأن تعتبر الجماعة استثناء في هذا الأمر». وعن خلفيات الرسالة وتوقيتها ومدى تعبيرها عن بعض المواقف التي تتبناها ندية ياسين زوجة الشيباني أكد بناجح على أن «الشيباني وقع الرسالة بصفته الشخصية ولم يشر إلى كونه صهر الشيخ عبد السلام ياسين، وسيكون من الحيف تحميلها أكثر مما تحتمل، ومفروض أن موقّعها هو أقدر الناس عن الإجابة عن هذه الأسئلة». وفي تعليقه على رسالة الشيباني وموقف الجماعة منها قال محمد ظريف، الباحث في الحركات الإسلامية، إن «السؤال المفروض طرحه هو إلى أي حد ما تعبر الرسالة عن موقف الجماعة، لأن الأكيد أن هناك مواقف عامة عبرت عنها الرسالة لا تختلف عن المواقف المعبر عنها من طرف الجماعة والمعروفة لدى الرأي العام، لكن، بالمقابل، هناك مواقف لا يمكن اعتبارها الآن معبرة عن موقف الدائرة السياسية للعدل والإحسان بالخصوص، على اعتبار وجود تقليد داخل الجماعة يجعل الأشخاص الذين يتحملون مسؤوليات لا يعبرون عن مواقف شخصية، ومعلوم أن عبد الله الشيباني انتخب عضوا في الأمانة العامة للدائرة السياسية وكان يفترض أن مواقفه تعبر عن مواقفها، لكن اختار أن يوقعها باعتباره أخا قديما، وحتى موقف الجماعة من رسالته كان واضحا من خلال ما عبر عنه حسن بناجح، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، الذي اعتبر أنها لا تعبر إلا عن موقفه الشخصي». ظريف قال أيضا: «إننا أمام رسالة ربما تعبر عن موقف مجموعة داخل جماعة العدل والإحسان، وهو الموقف الذي كانت تجسده باستمرار ندية ياسين»، مضيفا أن «الشيباني لم يكن يتصدر الواجهة ولم يكن يعبر عن مواقف فردية، بل كان يستظل بظل زوجته، وهذا يدفع إلى القول إنه كان يتحدث في الرسالة بلسان ندية ياسين، ويرغب من خلال رسالته أن يؤكد موقفا هو في الحقيقة موقفها، فضلا عن أنه يسعى إلى تثبيت موقعه داخل الدائرة السياسية، خاصة مع الانتقادات التي كانت توجه إلى بعض أصهار ياسين، وأعتقد أن إصدار رسالة من شخص بصفته أخا في الحركة الإسلامية في الوقت الذي يعتبر فيها عضوا في مجلس الإرشاد وفي الدائرة السياسية يشير إلى نوع من التباين في الرؤى، والتقدير السياسي للمرحلة، وربما تكون الرسالة تعبيرا عن الرغبة في تشكيل تيار له مواقفه المتميزة داخل الأمانة العامة وتكون أيضا بمثابة أرضية سياسية لهذا التيار».