الرباط - مصطفى الحجري عاد مشكل أزمة المقابر إلى الواجهة بسلا، بعد أن اشتكى مواطنون بالمدينة المليونية من صعوبة إيجاد مقابر لدفن جثامين ذويهم بعد أن فشل مجلس المدينة في حل هذا المشكل القائم منذ سنة 2008. وسبق للمجلس أن شكل لجنة مكونة من عدد من المستشارين لإيجاد وعاء عقاري لإحداث مقبرة، وهي اللجنة التي عاينت عددا من المواقع، واصطدمت بكون الأراضي المرشحة لإقامة مقبرة جماعية مملوكة لمستشارين جماعيين، رفضوا تفويت عقاراتهم للمصلحة العامة، رغم الضغوط التي مارسها العامل السابق محمد صبري. وكشف مستشار بمجلس المدينة أن كلفة إحداث مقبرة جماعية تتجاوز الاعتمادات المالية المتوفرة للمجلس الجماعي، مشيرا إلى أن تمسك مستشار جماعي بسعر السوق جعل من الصعب اقتناء هكتارين بمقاطعة العيايدة، مما اضطر المجلس إلى صرف النظر عن تلك القطعة الأرضية، وتوجه إلى البحث عن وعاء عقاري بجماعة السهول القروية، ليتوقف البحث بعد اتهام أحد أعضاء اللجنة بمحاباة مالك القطعة المقرر اقتناؤها. وأكد نفس المصدر أن لوبي عقاري بسلا، يتحمل المسؤولية عن تأخر إحداث هذا المرفق الحيوي، بعد أن كشف أن 15 مستشارا جماعيا يملكون عقارات مهمة بالمدينة موزعة على عدد من النقط، مشيرا إلى أن وجود هؤلاء المستشارين بالمجلس وتوزعهم بين الأغلبية والمعارضة، يعرقل أي توجه لاتخاذ مقررات لنزع الملكية في إطار المصلحة العامة، بعد أن أفشل هذا اللوبي مساعي المجلس لتوفير الوعاء العقاري لإنجاز مرافق عمومية لإقامة دور للعبادة، ومستوصفات صحية، ومراكز للشرطة وتمكن من استرجاع العقارات التي كانت مخصصة لإنجاز هذه المرافق لصالحه. وكشف المصدر ذاته أن المجلس الجماعي أقبر مساعي البحث عن وعاء عقاري لإحداث مقبرة لدفن الموتى في مدينة تحتاج إلى 20 قبرا في اليوم، وأن تصميم التهيئة المعمول به انتهى، حيث لم يعد ممكنا في الوقت الراهن تفعيل مسطرة نزع الملكية للمصلحة العامة أمام تصلب ملاك الأراضي، ومحدودية اعتمادات المجلس لهذا الغرض. واستغرب مصدر«المساء» تمدد التعمير في كل زوايا المدينة، بدءا من الشريط الساحلي بطريق القنيطرة، مرورا بضواحي بوقنادل، وانتهاء بسلا الجديدة، حيث بنيت عشرات التجزئات والتجمعات السكنية، في وقت فشل المجلس في حل مشكل المقابر التي أقيم بعضها فوق عقارات وهبها مواطنون عاديون لدفن أموات المسلمين قبل أن تمتلئ عن آخرها. وخلص المصدر ذاته إلى أن توفر بعض المستشارين الذين ينتمون إلى أعيان المدينة على مقابر خاصة، سيؤجل إمكانية إحداث مقبرة جماعية بسلا لسنوات، خاصة بعد أن تم اللجوء إلى حل ترقيعي وعشوائي يتمثل في حفر الممرات لمزاحمة المدافن، ونبش القبور القديمة من أجل فسح المجال أمام الأموات الجدد.