بعد تصريحات حول «الشاطئ الاصطناعي» بمنطقة واد فاس الراقية، ومشروع حديقة بمليون وردة، ومشروع مكتبة أكبر من مكتبة الإسكندرية، قرر عمدة فاس، حميد شباط، أن يمر إلى مبادرة أخرى غريبة ومفاجئة، لم يعلن عنها هذه المرة، لكنه مر مباشرة إلى «فعل التشييد»، دون أي علامات أو معطيات حول الجهة التي تبني المشروع والمقاول الذي حصل على الصفقة وقيمتها المادية، وغيرها من الإجراءات الإدارية والقانونية. المشروع عبارة عن «برج إيفل» على الطريقة المغربية بالقرب من الحي الشعبي بنسودة، القلعة الانتخابية لعمدة فاس، غير بعيد عن المنزل الذي تقول عائلة شباط إنها لا زالت تقطنه وسط أنصارها. وتحيط بفاس أحياء شعبية تحطم أكبر المعدلات في الهشاشة والإجرام والانحراف. وتفتقر المدينة إلى مشاريع كبرى من شأنها أن تساهم في امتصاص البطالة، كما أن جل أحيائها الصناعية تعاني من التراجع، وأصبح الحي الصناعي بمنطقة الدكارات شبه مفلس، وتحول إلى فضاء مفتوح لتعليم السياقة عوض أن يكون عبارة عن ورشات للصناعة والإنتاج. وقرر المجلس الجماعي منذ سنوات الاعتناء بشارع الحسن الثاني، وهو من أكبر شوارع المدينة، وشيدت في عدد من زواياه نافورات تكلفت مقاولة مقربة من الاستقلالي رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات ببنائها. وزودت النافورات بموسيقى، تتراقص على إيقاعها المياه. وأقدم المجلس على استيراد عدد من مواد بناء الشارع من الصين وسط معارضة كبيرة لفريق حزب العدالة والتنمية بالمجلس. ويشيد الاستقلاليون ب«المنجزات الحضارية الكبرى» التي دشنوها في السنوات الأخيرة لإعادة ربط المدينة بالتنمية. أما معارضوهم فيتحدثون عن سوء تدبير لعدد من الملفات من قبل المسؤولين المحليين. وقال شباط في أكبر تجمع له بفاس بعد تنصيبه أمينا عاما لحزب الاستقلال إن المدينة عانت من التهميش منذ الاستقلال إلى سنة 2003، التاريخ الذي انتخب فيه عمدة للعاصمة العلمية. ودعا خصومه السياسيين الذين حضروا التجمع إلى تكوين «لوبي» للدفاع عن مصالح المدينة التي تعيش بناياتها العتيقة في المدينة القديمة خطر الانهيار، وهو الخطر الذي انتقل أيضا إلى الأحياء الشعبية المحيطة بوسط فاس. وأعلن عمدة فاس عن تشييد شاطئ اصطناعي. وقال إنه سيتم الانتهاء منه سنة 2009، لكن المشروع ظل معلقا، وأصبح الفضاء المخصص له عبارة عن أواش مفتوحة لشركات عقارية كبرى التهمت ما تبقى من المساحات الفارغة في المدينة وضواحيها. وكان المصير نفسه قدر المكتبة الكبرى، ومشتل الورود. وقال مصدر مقرب من عمدة فاس إن مشروع «برج إيفل» يندرج في إطار مشاريع ترمي إلى تعزيز جاذبية المدينة. ويبلغ علو البرج حوالي 30 مترا. وأثار بناؤه حضور عدد من أبناء الحي الشعبي زواغة وبنسودة لالتقاط صور تذكارية. وأوضح مصدر مقرب من العمدة أن الغاية هو أن يكون البرج مشابها لبرج باريس.