أحمد بوستة مرة أخرى يستفيق سكان الدارالبيضاء في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء على خبر وفاة شخصين جراء انهيار منزل قديم بدرب «لوبيلا» بمقاطعة سيدي بليوط، والذي يعد واحدا من الأحياء العتيقة بعمالة مقاطعة أنفا، ويتعلق الأمر بكل من عبد الكبير كيبرو وحفيده عبد الحق، الذي كان يعيش معه منذ أن أطلق صرخته الأولى في الحياة قبل 28 سنة، إضافة إلى تعرض شاب آخر لكسر، مما أدى إلى نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاجات الأولية. وقال أحد جيران الفقيدين ل«المساء» أثناء زيارتها لموقع الحدث إنه «في حدود الساعة الثالثة صباحا استيقظنا على وقع انهيار غرفة في سطح المنزل كان يقيم فيها المرحومان عبد الكبير وعبد الحق. في الأول اعتقدنا أن الأمر يتعلق بزنزال، لكننا اكتشفنا أن الغرفة هي التي انهارت». وأضاف الجار أن مجموعة من سكان الزنقة، التي يوجد فيها المنزل، قضوا ليلة بيضاء خوفا من وقوع انهيارات جديدة، وأكد أن السلطات المحلية طالبتهم بإفراغ المنزل على الفور بمبرر أنه مهدد بالانهيار في أي وقت، وقال: «لقد طلبوا منا إفراغ المنزل دون أن يحددوا لنا الوجهة التي سنذهب إليها، وهذا أمر غير ممكن، فليس من المعقول أن نقطن في الخيام في هذا الجو الممطر. وتحولت زنقة البروج، حيث يوجد منزل المرحومين عبد الحق وجده عبد الكبير، إلى قبلة لمجموعة من سكان الأحياء المجاورة، الذين أكد بعضهم ل«المساء» أن هذا المنزل ليس وحده المهدد بالانهيار، وإنما جميع المنازل الموجودة في حي «لوبيلا» والمناطق المجارة لها. وقالت إحدى النساء: «والله ماعرفنا آشنو نديرو، راه ما بقيناش عارفين أشنو كاين». وليس بعيدا عن درب «لوبيلا»، وبالضبط في حي «المعيزي» بالمدينة القديمة خرج مجموعة من السكان من منازلهم بعد انهيار جدران ثلاثة بيوت، حسب بعض شهود عيان، وقال أحدهم ل «المساء»: «لقد أصبحت المنازل في هذا الحي تشكل خطرا محدقا بالسكان، لأنها مهددة بالانهيار في أي وقت». وأضاف «راه غير مول النوبة وصافي». وأوضح مصدر من مفتشية الجهوية لوزارة الاسكان والتعمير وسياسة المدينة في الدارالبيضاء أن جميع الإحصائيات القديمة المتعلقة بالدور الآيلة للسقوط تم تحيينها، وأضاف أن الأمر لم يعد يتعلق فقط بعائلتين أو ثلاث، ولكن بالعشرات من العائلات التي تقطن في الدور الآيلة للسقوط، وقال إن «الكرة في مرمى الحكومة، التي يجب أن تبحث عن حلول جذرية لهذا المشكل الخطير. وكشف تقرير سابق للمفتشية الجهوية لوزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينةبالدار البيضاء، عن أهم الاختلالات التي تعرفها عملية الدور الآيلة للسقوط في العاصمة الأقتصادية. وأكد التقرير أن عدد العائلات المعنية بهذه الإشكالية، حسب إحصاء سنة 2004، يتجاوز 72 ألف أسرة، جلها في المدينة العتيقة وعمالة مقاطعة الفداء مرس السلطان بنسبة تقدر ب87 في المائة، ويصل عدد الأحياء المهددة بالانهيار إلى 15 حيا. وأضاف التقرير ذاته أن عدد البنايات الآيلة للسقوط في الدار البيضاء يقارب 3000 بناية، أغلبيتها بمقاطعة الفداء مرس السلطان بنسبة 65 في المائة.