أعلنت السلطات المحلية بعمالة تنغير حالة استنفار أياما قبل حلول عيد الأضحى بعدما خرجت نساء وسط «المدينة» في مظاهرات، وصفت بالغاضبة، احتجاجا على قنوات مفتوحة لصرف المياه العادمة في حقول واحة محاذية. وعمدت السلطات إلى «طمس» معالم الروائح الكريهة التي تنبعث من أكبر «مطرح» مفتوح لقنوات الصرف الصحي، عبر رمي مبيدات «تنوم» الروائح النتنة بصفة مؤقتة إلى أن تمر أيام العيد. وتدخلت قوات الأمن ل«تفريق» النساء اللواتي خرجن للاحتجاج بأزيائهن التقليدية، ما خلف، حسب بيان صادر عن مسيرة احتجاج نظمت يوم الثلاثاء المنصرم، أكثر من 10 مصابات. ووصفت مصادر جمعوية بالمنطقة مشكل غياب قنوات الصرف الصحي بالإقليم كله ب«الفضيحة»، وطالبت بفتح تحقيق في صرف ميزانيات المجالس المحلية التي تعاقبت على تدبير شؤون البلدية والجماعات القروية المحيطة، مضيفة أن السلطات الإدارية تتحمل نصيبها من المسؤولية لأنها لم تشرف على وضع مشاريع من شأنها أن تحل مثل هذه المشاكل التي أصبحت تخنق «المدينة» التي «تقتات» من عائدات السياح والمهاجرين. و«يجبر» العدد الهائل من السياح على «استنشاق» ما تيسر من هذه الروائح التي تدخل عبر نوافذ الفنادق بوسط المدينة. تظاهرة نساء منطقة «تيحيت» بوسط المدينة، والتي نظمت يوم الثلاثاء 23 أكتوبر الجاري في اتجاه مقر البلدية التي يسيرها حزب العدالة والتنمية، اتهمت في بيانها، المجالس المنتخبة ب»التقاعس». وقالت إنها لم تنفذ وعودا قدمتها منذ حوالي سنة لإصلاح بنيات الصرف الصحي. وسار شباب المنطقة إلى جانب نسائها باستعمال الكمامات. وأوردت المصادر بأن «الكمامات» أصبحت وسيلة احتجاج ضد السلطات والمنتخبين في المنطقة. وتعيش المدينة على إيقاع صراعات سياسية صاخبة، ما أدى إلى توقف جل المشاريع التنموية بها. ويتهم حزب العدالة والتنمية، حزب الأصالة والمعاصرة بالوقوف وراء عدد من الاحتجاجات في المنطقة ل«إفشال» تجربته في تدبير الشأن العام، فيما يقول قياديون من حزب «البام» إن مثل هذه الاتهامات أصبحت سهلة لتبرير «عجز» حزب العدالة والتنمية في الاستجابة لمطالب ملحة للساكنة. وتسود أجواء التوتر وسوء التفاهم العلاقات بين رموز السلطة محليا وبين مسؤولي المجلس البلدي، ما يؤدي، في نظر عدد من المتتبعين، إلى تأجيل مشاريع النهوض بالمنطقة التي تعيش ما يشبه «الاحتضار» في بنياتها التحتية الأساسية. وقد سبق لنساء دوار «تاكماصت»، وهو دوار يتحدر منه رئيس البلدية، أن خرجن مؤخرا للاحتجاج على وضعية الطرقات التي أصبحت جد مهترئة، يصعب المرور منها، وطالبن أيضا بتخفيض ثمن الرحلة بين وسط المدينة ودوارهن. واستنفرت التظاهرة السلطات الأمنية، دون تسجيل أي تدخل عنيف في حقهن.