لأول مرة، في تاريخ المنطقة، خرجت العشرات من النساء، في مدينة تنغير، نهاية الأسبوع الماضي، من المنازل ذات الطابع المحافظ، للمشاركة في أكبر تظاهرة شهدتها المدينة نهاية الأسبوع الماضي للمطالبة بإيجاد حل لأكبر واد حار يصب مباشرة في الواحة التي تقطع دواوير المدينة، وتزكم أنوف جميع الأحياء السكنية في ضفتي الوادي. المسيرة التي شارك فيها الأطفال والنساء أججت غضب السكان تجاه السلطات المحلية، التي تتهم ب«التقاعس» في التدخل لإيجاد حلول للمشاكل الكبيرة التي تعيشها المنطقة، بدءا بمشاكل حول أراضي الجموع والتي تنتهي بمواجهات عنيفة بين أطراف النزاع، ومرورا بمشكل التلوث الذي يهلك الحرث والنسل بسبب غياب قنوات الصرف الصحي، وانتهاء بغياب التجهيزات والبنى التحتية بوسط المدينة، والتي توحي الطرقات فيها بأن الإنسان يوجد في «أدغال»، وليس في وسط مدينة، أعلنت، في إطار التقسيم الإداري الأخيرة، عمالة، دون أن تتوفر على أي مواصفات لذلك. ويقول المتضررون إنهم تعبوا من مراسلة السلطات المحلية والمنتخبة لوضع حد لأضرار ناجمة عن الواد الحار المفتوح في الواحة. وتؤدي الروائح الكريهة وانتشار الحشرات إلى ارتفاع إصابة السكان، وخصوصا الأطفال، بأمراض جلدية وتنفسية حادة. وبالرغم من أن المجلس البلدي قد استقبل ممثلين عن المحتجين، إلا أن الحوار لم يسفر عن أي نتيجة. وقالت المصادر إن «سوء تفاهم» بين المجلس البلدي الذي يسيره حزب العدالة والتنمية، وعامل الإقليم، أدى إلى توقيف عدد من المشاريع التنموية في المنطقة، لكنها تضيف أن عدم إنصاف المتضررين من شأنه أن يؤدي إلى احتجاجات عادة ما تنتهي في المنطقة بمواجهات عنيفة بين القوات العمومية والمتظاهرين.