حصلت «المساء» على نسخ تظهر حالات الإصابة بالمرض الجلدي الغريب الذي أصاب مدرسة «النخلة» الابتدائية بجماعة آيت عميرة، حيث تظهر هذه الصور إصابات على مستوى البطن تشبه الحروق، فضلا عن تقرحات في بطون وسيقان وسواعد تلاميذ المدرسة، ذكورا وإناثا، كما حصلت «المساء» على صور ومقاطع فيديو تظهر الحالة المتردية بيئيا التي يعيشها محيط المدرسة، بسبب وجود مستنقعات ناتجة عن فيضان مياه الواد الحار التي لا تزال عبارة عن «مطامر»، حيث إن آيت عميرة لم تشملها بعد شبكة التطهير الصحي، ويعتمد أغلب السكان على هذه الحفر التي غالبا ما تنفجر إلى السطح بعد مدة قصيرة من استعمالها. وفي تطور نوعي، حلت بالمنطقة لجنة طبية مباشرة بعد المقال الذي سبق ل»المساء» أن نشرته حول القضية، كما أفادت مصادر من المركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليم اشتوكة أن المصالح المعنية قامت برش المزابل المجاورة للمدرسة بمبيدات حشرية، وهو الإجراء الذي وصفته المصادر ذاتها بالخطوة المتأخرة رغم أهميتها، خاصة أن الأطفال المصابين أصبحوا في حاجة إلى فحص طبي عاجل من أجل الكشف عن نوعية هذا الوباء، والعمل على الحد من انتشاره عن طريق العدوى بين التلاميذ والأطر التربوية العاملة بعين المكان. وذكرت مصادر من عين المكان أن اللجنة الصحية التي حلت بمدرسة «النخلة» بدوار العرب، جماعة أيت اعميرة، بصدد إعداد تقرير علمي مفصل حول النازلة من المرتقب أن تعلن نتائجه في الأسابيع القليلة القادمة من أجل طمأنة الأطر الطبية والتلاميذ المصابين، ومعرفة الأسباب الحقيقية لهذا المرض الغريب الذي انتشر بشكل سريع بين تلاميذ المدرسة والأطر التربوية، كما شددت المصادر ذاتها على أن أعضاء اللجنة اجتهدوا في طمأنة الأطر التعليمية والتلاميذ بكون المرض ليس بالخطير وبأن الموقف تحت السيطرة، في حين لم يتم الكشف بعد عن الأسباب المحتملة لهذا الوباء. من جهته، شدد المركز المغربي لحقوق الإنسان على أن الأوضاع الاجتماعية واختلالات العمرانية التي تعيشها بعض دوواير جماعة آيت عميرة تسهم بشكل كبير في الوضعية الصحية التي تعيشها الساكنة، حيث إن ثورة البناء العشوائي التي شهدتها المنطقة خلقت واقعا عمرانيا خطيرا ينذر بالعديد من الأخطار، سواء على المستوى الصحي والأمني والاجتماعي، خاصة أن غالبية ساكنة هذه الدوواير هي من اليد العاملة المهاجرة التي وجدت نفسها مضطرة للاستقرار بجوار الضيعات الفلاحية الكبرى بإقليم اشتوكة.