كشفت معطيات حصلت عليها «المساء» عن تفشي أمراض جلدية في صفوف التلاميذ وهيئة التدريس بمدرسة النخلة بجماعة آيت عميرة، وأن هذه الأمراض آخذة في الانتشار إلى بعض الدوواير المجاورة. وكشف تقرير أنجزه المركز المغربي لحقوق الإنسان، فرع اشتوكة، أن هذا «المرض» من المحتمل أن يكون مصدره الوضع البيئي الكارثي، الذي تعيشه المؤسسة، حيث تنتشر في جنباتها النفايات، التي تغزو روائحها فضاءات المؤسسة والأحياء المجاورة لها، كما يوجد بمحاذاتها مستنقع، يستعمل كمصب دائم لقنوات الصرف الصحي، مما قد يشكل سببا رئيسيا ومباشرا لهذا المرض. وذكر المصدر ذاته، أن لجنة تم تشكيلها من أجل الاطلاع على الوضع بمدرسة النخلة والدواوير المجاورة لها بجماعة آيت عميرة، التي تضم أكثر من 900 تلميذ وتلميذة، إضافة إلى رصد الوضع داخل الدواوير المجاورة لها، والتي تعرف كثافة سكانية هائلة، بالنظر إلى ما شهدته في الآونة الأخيرة جراء ثورة الإسمنت. وذكر المركز أن تحركه في هذا الصدد جاء بناء على الشكاية التي توصل بها من جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة النخلة، وأخرى من هيئة التدريس بنفس المؤسسة، فضلا عن تظلمات مجموعة من ساكنة جماعة آيت عميرة، حول ما باتت تشهده، في الآونة الأخيرة، مدرسة النخلة ومحيطها من انتشار لمرض جلدي معد وخطير، أصيب على إثره العشرات من التلاميذ، وكذا عدد من أطر هيئة التدريس بالمؤسسة، مما أثار حالة من الذعر والهلع في صفوف آباء وأولياء المتعلمين والأطر التربوية بالمدرسة. وذكر تقرير اللجنة أنها وقفت، خلال زيارتها الميدانية، على غياب أي برنامج للصحة المدرسية، ولم يتم تسجيل أي مبادرة من الجهات المعنية من شأنها الوقوف على أسباب تفشي هذه الظاهرة، حيث دعا المركز إلى ضرورة فتح تحقيق في ظروف وملابسات انتشار الأمراض الجلدية المعدية في صفوف التلاميذ والأطر التربوية بهذه المؤسسة، وكذا العمل على إيفاد لجنة طبية لتشخيص الحالات في صفوف التلاميذ والأطر التربوية وساكنة الدواوير المجاورة، كدوار العرب ودوار حمر والخربة سيدي طيب، واتخاذ السبل الكفيلة للحد من انتشار هذه الأمراض، التي قد تتطور إلى وضع وبائي خطير، يصعب وقف تداعياته. كما نبه التقرير إلى ضرورة الكشف عن حقيقة المستنقع الذي يعتبر بمثابة مصب دائم لقنوات الصرف الصحي. والذي من شأنه أن يكون السبب الرئيسي لهذا المرض الجلدي، والعمل على تجفيفه، وتعويضه بمنطقة خضراء، ومراقبة جودة الماء الصالح للشرب، نظرا إلى أن المستنقع المذكور توجد بالقرب منه بئر تزود ساكنة آيت عميرة بالماء الصالح للشرب.