انتقل فريق طبي، صباح أمس الأربعاء، إلى مدرسة النخلة والدواوير المجاورة في جماعة أيت عميرة بإقليم أكادير، من أجل توزيع الأدوية على تلاميذ مصابين بمرض جلدي. وقال سعيد بوجلابة، المندوب الجهوي بمندوبية وزارة الصحة بجهة اشتوكة أيت باها، في تصريح ل"المغربية"، إن المرض الجلدي ليس ناتجا فقط عن الأزبال ومياه الوادي، وأرجع السبب أيضا إلى قلة النظافة الجسدية. وبينما أكد مندوب وزارة الصحة أن توزيع الأدوية شمل جميع التلاميذ، أفاد أولياء التلاميذ أنهم فوجئوا بتوزيع وصفات طبية على التلاميذ من أجل اقتناء الأدوية من الصيدلية، وقال عضو بجمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة النخلة "لا يعقل أن يشتري أولياء التلاميذ الأدوية، والحال أن أغلبهم يتحدر من أسر فقيرة". من جهته، قال بوجلابة إن الوصفات الطبية وزعت على التلاميذ من أجل الحصول على الأدوية من المركز الصحي، في انتظار وصول الطاقم الطبي المتخصص الذي تكلف بتوزيع الأدوية مجانا. وأوضح المندوب أنه جرت عملية رش الأدوية بمطرح النفايات من طرف طاقم طبي، مباشرة بعد عملية حرق النفايات من طرف السلطات المحلية، مشيرا إلى أن توزيع الأدوية شمل حتى محيط المؤسسة بتنسيق مع السلطات المحلية. وحسب المركز المغربي لحقوق الإنسان، فإن هذا المرض يعود إلى "الوضع البيئي الكارثي، الذي تعيشه المؤسسة، إذ انتشرت على جنباتها النفايات والأزبال". وقال سعد الدين بن سيهمو، من فرع المركز باشتوكة أيت باها، إن اكتشاف المرض الجلدي جاء بناء على زيارة أعضاء المركز للمؤسسة المذكورة من أجل الوقوف على حادث سرقة. وأفاد عبد العزيز الصاغري، من جمعية الآباء بمؤسسة النخلة، أنه رغم حرق الأزبال، مازالت الروائح الكريهة تنبعث، إضافة إلى مياه الوادي، التي تمر بمحاذاة المؤسسة. وقال فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان إنه عقد "اجتماعا طارئا انبثقت عنه لجنة للاطلاع على الوضع بمدرسة النخلة والدواوير المجاورة لها، بجماعة آيت عميرة، التي تضم أكثر من 900 تلميذ وتلميذة، إضافة إلى رصد الوضع بالدواوير المجاورة لها". وطالب فرع المركز بفتح تحقيق في ظروف وملابسات انتشار الأمراض الجلدية المعدية في صفوف التلاميذ والأطر التربوية لمدرسة النخلة، وإيفاد لجنة طبية رفيعة المستوى لتشخيص الحالات في صفوف التلاميذ والأطر التربوية، وسكان الدواوير المجاورة. كما طالب بفتح تحقيق بخصوص المستنقع، الذي يعتبر بمثابة مصب دائم لقنوات الصرف الصحي، والذي قد يكون السبب الرئيسي لهذا المرض الجلدي، والعمل على تجفيفه وتعويضه بمنطقة خضراء.