رغم نمو مبيعات سوق الثلاجات في المغرب خلال فترة عيد الأضحى، والذي يرجعه المهنيون إلى الإقبال والارتفاع المتزايدين على مستوى العادات الاستهلاكية، وخصوصا شراء آلات التبريد المختلفة خلال هذه الفترة، التي تعرف فيها حاجة الأسر إلى تخزين لحوم الأضاحي مكانة خاصة، إلا أن الملاحظ في السنين الأخيرة هو تراجع المبيعات خلال الأسبوعين اللذين يسبقان عيد الأضحى، لأن السياسة التجارية للموزعين والمصنعين أصبحت لا تقتصر على فترة معينة، بل أصبحت التخفيضات الموجهة إلى هذا المنتوج لاستقطاب الزبائن تطلق طيلة السنة، وهو ما أكده يوسف الضو، المدير التجاري للمنتجات البيضاء (الثلاجات وآلات التصبين وآلات الطبخ...إلخ) ب«سامسونغ المغرب»، في تصريح ل«المساء»، أنه في السابق كانت فترة العيد تشكل أكثر من 45 في المائة من المبيعات السنوية للثلاجات بالمغرب، حيث كانت العلامات التجارية المختلفة تستفيد من هذه الفترة لتحفيز مبيعاتها عبر عروض خاصة وتخفيضات جد هامة، لكن مع ازدياد المنافسة بين المزودين وتسابقهم إلى ربح حصص سوق، أصبحت هذه العروض تطلق على مدار السنة وأصبحت مبيعات فترة العيد لا تشكل أكثر من 20 في المائة. كما أن هناك عوامل هيكلية أخرى ساهمت في تطور مبيعات هذا المنتوج بالمغرب، منها وجود عدة اختيارات على مستوى التجهيزات المنزلية، والدينامية التي تطبع عمل المتدخلين الصناعيين والتوزيع العصري والخدمة بعد البيع والضمانة، والولوج المتزايد للمنتجات، نظرا للانخفاض المتتالي للأسعار والاستراتيجيات المتبعة من طرف المصنعين والموزعين، والتسهيلات التي تقدم للحصول على قروض الاستهلاك، ودخول الأسواق التجارية الكبرى ومتخصصين في مجال التجهيزات المنزلية الكهربائية على خط التسويق. وقال الضو إن عدد الثلاجات التي تباع في السوق المغربي لا يتعدى 300 ألف ثلاجة سنويا، منها 55 بالمائة تعمل بدون تشكيل الصقيع أو ما يطلق عليها تجاريا «نو فروست»، حيث تحتل «سامسونغ» الرتبة ال 2 في السوق المحلية، رغم محدودية العرض الذي يقتصر على ثلاجات «نو فروست»، إذ أن حصة «سامسونغ» تتجاوز 18 في المائة، وهذه الحصة تشكل سنويا نسبة نمو تصل إلى 10 في المائة سنويا. أما أسعار الثلاجات بالمغرب، فأكد الضو أن الأثمنة تعتبر جد مناسبة، وأن السوق المغربي يعتبر من أكثر الأسواق منافسة في العالم العربي وإفريقيا، مضيفا أن الأثمنة تبقى في متناول جميع الطبقات. وبالنسبة للنصائح التي يمكن إعطاؤها للزبون العادي قبل شراء ثلاجة، صرح المدير التجاري أنه يجب على المستهلك الانتباه جيدا إلى مواصفات المنتوج، فالعديد من المشاكل المرتبطة بسوء استعمال الثلاجة يرجع في الأصل إلى سوء الاختيار. وركز الضو على ضرورة معرفة سعة الثلاجة التي تقاس باللتر أو المتر مكعب، حيث توجد هناك معايير دولية للسعة الخاصة بكل عائلة، فمثلا ثلاجة ذات سعة من 200 إلى 250 لترا صافيا تعتبر مناسبة لعائلة من 6 أشخاص، كما يجب التمييز بين السعة الخام التي تقيس الحجم الخارجي للثلاجة وبين السعة الصافية التي تعني الحجم الداخلي المستعمل، بالإضافة إلى ترشيد الطاقة، حيث تصنف الثلاجات من فئة A إلى G، أي كلما اقتربت فئة الثلاجة من A كان استهلاكها للطاقة أقل، كما يجب الانتباه إلى علامات «+» مع أي فئة طاقية، وتعني أنها أقل استهلاكا من الفئة الأصلية، كما يجب على الزبون أخذ فكرة عن قدرة التجميد، التي تقاس بالكيلوغرام في 24 ساعة، إذ كلما زادت النسبة كانت الثلاجة تبرد أحسن وفي وقت أقل من ثلاجات ذات قدرة تجميد أقل، بالإضافة إلى خاصية عدد الساعات التي تحافظ فيها الثلاجة بعد انقطاع التيار الكهربائي على كفاءة التبريد مانعة تلف الأغذية المحفظة.يذكر أن السنة الماضية سجلت بيع 817 ألفا و 472 من المنتجات البيضاء، مقابل 823 ألفا خلال سنة 2010، متأثرة بارتفاع مستوى تجهيز الأسر المغربية من الثلاجات المنزلية والغسالات النصف آلية.