أدت الأشغال التي قامت بها شاحنة داخل مقبرة باب أغمات بمراكش، قبل أيام قليلة، إلى تخريب عشرات المقابر المحاذية لمدخل المقبرة الكبيرة والشهيرة في الوقت نفسه. لم تعد المقابر في حالتها الطبيعية، بعد أن دهستها عجلات الشاحنة التي كلفت بترميم مدخل المقبرة تحت إشراف أحد المقاولين. فقد أضحت بعض المقابر مخربة بينما سويت أخرى بالأرض بعد أن داستها عجلات الشاحنة، وهو ما يظهر من خلال آثار عجلات الشاحنة الظاهرة فوق القبور المبنية بالتراب. وقد تفاجأ أبناء الموتى وأقاربهم خلال زيارتهم للمقبرة، يوم الجمعة الماضي، بالحالة المزرية التي أضحت عليها القبور، والخراب الذي حل بقبور آبائهم وأهاليهم، وعند اسقتصاء الأمر، بعد أن اعتقدوا أن الأمر يتعلق بتخريب طال القبور من قبل بعض السكارى والمشردين أو السحرة، تبين لهم أن الأمر يتعلق بشاحنة تابعة للمجلس الجماعي لمراكش، الذي توجد على رأسه القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري، قامت بدهس القبور، وانتهاك حرمتها، حتى علق أحد أقارب هؤلاء الموتى قائلا: «أبي لم تدهسه سيارة في حياته فدهسته بعد مماته». وقد قرر بعض أقارب أصحاب القبور المخربة اللجوء إلى القضاء من أجل «رد الاعتبار للموتى عموما ووالدي على وجه الخصوص»، يقول محمد. وهكذا اتصل بعض أقارب الموتى المخربة قبورهم ببعض المحامين من أجل تقديم شكاية في الموضوع إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش من أجل رفع دعوى قضائية ضد المجلس الجماعي لمدينة مراكش. واستغرب أحد أقارب الموتى الإهمال الذي طال هذه المقبرة، والاستهانة بحرمة المقابر والموتى، في الوقت الذي يتم توفير الحراسة لقبور العائلات المعروفة بالمدينة. وقد حاولت «المساء» الاتصال برئيسة المجلس الجماعي لمراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، لأخذ رأيها في الموضوع، لكن هاتفها إما يكون مشغولا، أو يتعذر الاتصال به. في المقابل، اعتبر مصدر من المجلس الجماعي لمراكش، في اتصال مع «المساء»، أن هذا الحادث ليس في علم المجلس الجماعي، معتبرا أن الأمر يعتبر حادثا «منفردا وعارضا وغير مقصود»، مؤكدا، في الوقت ذاته، أن حرمة الموتى والقبور يجب ألا تنتهك»، قبل أن يضيف أن المجلس «يجب أن يتحرك للعناية بالقبور بشكل كبير».