تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية، بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم كما تفيد في علاج الأمراض. الجعدة نبات عشبي معمر يرتفع حوالي 35سم عن سطح الأرض، لونه مخضر يميل إلى الرصاصي أو الفضي، سيقانه بيضاء اللون وأوراقه متطاولة مشرشرة الحواف مغطاة بشعر ناعم والأوراق متقابلة، الأوراق غزيرة في أسفل النبات وقليلة في قمته، الزهور كروية في نهايات الأغصان وهي بيضاء مع بعض الصفرة الخفيفة. يمتاز نبات الجعدة برائحته العطرية. وهي نبتة موجودة باستمرار لكنها تزدهر أكثر في فصل الربيع وأوائل الصيف. وتعرف الجعدة علميا باسم Teucrium polium. تنتشر بشكل واسع في المغرب وتمتد من المغرب إلى بلاد الشام عبر مصر وشمال إفريقيا وكذلك تتواجد في جنوب أوروبا والهند الغربية. للنبات بما يحتويه من المواد آنفة الذكر خصائص مضادة للقرحات الهضمية ومخفضة لسكر الدم ومضادة للالتهابات بأنواعها. وقد أثبتت الفعالية المضادة للقرحات الهضمية بالتجارب السريرية، كذلك تم إثبات الفعالية المخفضة لسكر الدم، كما أثبتت فعالية مضادة للبكتيريا والملاريا حسب ما أثبتت الدراسات الحديثة. يعتبر هذا النبات واحدا من أكثر النباتات استخداما في المغرب، حيث يعتبر حارا وله الكثير من الاستخدامات ويجمع لهذا الغرض في فصل الربيع وبداية الصيف ويباع في المتاجر كعشبة جافة وطازجة خلال فترة مواسمه. ويحضر أيضا من النبات الجاف مسحوق (بودرة) تعجن مع العسل يصنع منها كريات صغيرة لمعالجة الاضطرابات المعدية والمعوية والتهابات الأمعاء بأنواعها والحميات المختلفة والتهابات الجيوب الأنفية والصداع. تستعمل البودرة الجافة أو منقوع النبات الجاف أو الأخضر وتؤخذ بعد الوجبات لمعالجة السكري وارتفاع الضغط الشرياني. المنقوع المحضر من الرؤوس المزهرة يفيد ويستعمل في علاج الديدان البطنية، كما أنه مضاد للإسهال ومنق للدم و ذو فعالية قوية كمضاد ديدان بمختلف أنواعها، وكعلاج للعقم عند المرأة وأمراض البرد بأنواعها واضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة. وحيث يحتوي النبات على مركبات التانين يعتبر بذلك منشطا ومقويا، ويعالج قرحات الفم المختلفة (القلاع) ولعلاج آلام الأسنان. الاستعمالات الخارجية للنبات تشمل معالجة الجروح بتطبيق مستحضراته مسحوقة مباشرة على الجزء المصاب إذ يسرع التئام واندمال الجروح ويقيها من العدوى البكتيرية ويعالجها. الجرعات الموصى بها بالإضافة لما تمت الإشارة إليه من طرق استعمال النبات ومستحضراته أعلاه في فقرة الاستخدام التقليدي، فإنه يمكن صنع شاي الجعدة بإضافة نصف إلى ملعقة شاي إلى كوب واحد من الماء المغلى مع غمرها لمدة 10 إلى 15 دقيقة. وقد أوصى عدة أطباء بشرب ثلاثة أكواب كل يوم من شاى الجعدة. كما يمكن استخدام الصبغة بمقدار من 10-15 قطرة في الماء، ويتم تناولها قبل 10 إلى 15 دقيقة من الوجبة. ومن أجل تخفيض السكر تؤخذ بعد الوجبات، وأي من المستحضرين يجب أن لا يستخدم لأكثر من 4 أسابيع متواصلة. الآثار الجانبية والمحاذير يندرج نبات الجعدة في قائمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA للأعشاب آمنة الاستعمال. بالنسبة للبالغين، باستثناء الحوامل أو المرضعات، يعتبر نبات الجعدة آمنا لهم إذا استعمل بالجرعات الموصى بها بالضبط . استشر طبيبك قبل تناول الجرعات العلاجية من العشبة. إذا سبب لك تناول العشب اضطرابا بسيطا، مثل اضطراب المعدة أو الإسهال، فعليك بتقليل الجرعة أو الامتناع عن تناوله نهائيا . أخبر طبيبك إذا شعرت بأي أعراض جانبية، أو إذا لم تتحسن الأعراض، التي من أجلها استعملت العشب، بصورة واضحة خلال أسبوعين.