وضعت جامعة كرة القدم ودادية المدربين المغاربة في موقف حرج عندما عرضت على الإطار الوطني هشام الإدريسي راتبا شهريا قدره 5000 درهم، مقابل الإشراف على حراس مرمى منتخبي الفتيان والشبان وتكوين حراس المرمى وإعداد برنامج لتأهيل الحراس، إضافة إلى مباشرة العمل اليومي بالمركز الوطني. ولم يصدر أي رد فعل رسمي عن ودادية المدربين، غير أن مصدرا مسؤولا من داخل الودادية أشار إلى أن الأخيرة لازالت لم تمسك بخيوط الملف والأسباب التي دفعت الجامعة إلى أن تخصص راتب 5000 درهم لإطار وطني. وكانت ودادية المدربين أعلنت في وقت سابق أن المدربين المغاربة الذين سيشرفون على المنتخبات الوطنية، سيستفيدون من عقود محترمة بعد أن تعاقدت الجامعة مع الفرنسي روجي لومير مدربا للمنتخب الوطني. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة، أن العقد الذي كان من المفترض أن يربط الجامعة بهشام الإدريسي قطع جميع المراحل، واطلع عليه محامي الجامعة وتمت المصادقة عليه وكان ينتظر فقط توقيع الإدريسي، علما أنه حدد مجموعة من الالتزامات التي على المدرب الوطني أن يفي بها، دون أن يحدد واجبات الجامعة. وفي اتصال أجرته معه «المساء»، أكد هشام الإدريسي أن الراتب الذي عرض عليه مقابل الارتباط بالإدارة التقنية الوطنية هو 5000 درهم، مشيرا إلى أنه رفض العرض، لأنه اعتبر الراتب مهينا لكرامته ولكرامة الأطر الوطنية، وأنه لو قبل العمل فإنه سيسيء لكل الأطر الوطنية. وأوضح الإدريسي أنه اتصل بعبد الحق ماندوزا رئيس ودادية المدربين المغاربة، وأخبره بالأمر، مشيرا إلى أن ماندوزا تفهم الأمر ووعده بربط الاتصال بالجامعة، خصوصا أن الراتب يعتبر إهانه للمدربين المغاربة على حد قول المصدر نفسه. وقال الإدريسي «شعرت بالصدمة وبخيبة أمل كبيرة عندما اطلعت على الراتب الشهري». وزاد «إنها ببساطة الحكرة، فمن غير المعقول أن يخصص راتب شهري بهذه الهزالة لمدرب وطني مطلوب منه أن يفي بمجموعة من الالتزامات». وتابع الإدريسي أنه عبر عن حسن نيته عندما رافق منتخب الشبان في دورة أبوظبي الدولية، مشيرا إلى أن روجي لومير المشرف على المنتخبات الوطنية وعده بأنه سيعمل في ظروف جيدة في أكثر من مرة وبراتب شهري محترم. وأوضح «لقد تلقيت عروضا كثيرة رفضتها، وللأسف فلومير كلما أخبرته بأنني تلقيت عرضا كان يطلب مني التريث للعمل ضمن الإدارة التقنية». وتساءل الإدريسي «عن هوية من حدد قيمة الراتب الشهري والمعايير التي استند عليها في ذلك»، وزاد «هل يريدون تحطيم الأطر الوطنية وما الهدف من وراء ذلك». وأوضح الإدريسي أن ابنته الصغيرة عاتبته بدورها، حينما علمت بالخبر، وقالت له بالحرف «كنا في الإمارات مرتاحين لكنك أنت الذي اخترت العودة إلى المغرب». وخلص الإدريسي إلى أنه لم يعد مرتبطا بالإدارة التقنية الوطنية وأنه بات حرا في الالتحاق بأي فريق يرغب في الاستفادة من خدماته. وحاولت «المساء» الاتصال بامحمد أوزال نائب رئيس جامعة كرة القدم لأخذ وجهة نظره في الموضوع، بيد أن هاتفه النقال ظل يرن دون أن يرد.