يعرف إقليم النواصر، المحدث أخيرا، نموا عمرانيا واقتصاديا سريعا، إذ يشهد عملية إنجاز ثلاث مدن كبرى، وهي الرحمة، والمدينة الخضراء ببوسكورة والكروطة بأولاد صالح، إضافة إلى المنطقة الصناعية المندمجة. وقد عرفت أشغال إحداث مدينة الرحمة بإقليم النواصر تقدما مهما بلغ 80 %، بعد أن أعطى الملك محمد السادس انطلاقة إنجازها سنة 2007. وقد تمت إسكان 85 ألف نسمة غالبيتهم تم إعادة إسكانهم في إطار برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح. كما ضمت المدينةالجديدة عددا كبير من الوحدات السكنية الاجتماعية الموجهة خصيصا لذوي الدخل المحدود، لسد النقص الحاصل في السكن الاجتماعي. وتمتد المدينة الخضراء بمنطقة بوسكورة على مساحة تناهز 1000 هكتار، شيدت عليها مدينة إيكولوجية خضراء تضم 3 ملاعب للكولف قال عنها المسؤولون إنها تحترم البيئة وشروط التنمية المستدامة، إذ تستعمل الطاقات المتجددة. كما سيتم سقي ملاعب الكولف باستعمال المياه العادمة المعالجة القادمة من مدينة الدروة، علما أن أشغال هذا المشروع في طور الانجاز. ويهدف مشروع مدينة الكروطة بأولاد صالح إلى خلق قطب حضري مندمج يضم تجهيزات القرب بهدف الحد من الضغط على العاصمة الاقتصادية، وتمتد هذه المدينة على مساحة 500 هكتار، إذ من المرتقب أن تستقبل حوالي 150 ألف نسمة، علما أن الأشغال جارية بها وتتكون أساسا من منطقة للفيلات، العمارات والمحلات تجارية، ومنطقة مخصصة للسكن الاجتماعي وعملية برنامج محاربة دور الصفيح، ومناطق مخصصة للأنشطة الصناعية قصد توفير فرص الشغل للساكنة والتخفيف من حدة البطالة. كما ينتظر أن يتم إنجاز المنطقة الصناعية المندمجة للنواصر، التي تمتد على مساحة 141 هكتارا، تشرف عليها شركة «ميد بارك انفست»، وتندرج في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي لإحداث المناطق الحرة المخصصة للتصدير. وبالموازاة مع الشطر الأول للمشروع تمت برمجة مركز ترفيهي متنوع يضم أنشطة رياضية وثقافية على مساحة 15 هكتارا. ويقدر الغلاف المالي لهذين المشروعين بحوالي 700 مليون درهم. وقد تم على مستوى التأهيل الحضري، إنجاز حديقة ترفيهية بمركز بوسكورة على مساحة 3 هكتارات، وتهيئة مركز بوسكورة عن طريق توسيع الشوارع وإعداد الأرصفة وإحداث مواقف للسيارات والتشجير، وتهيئة كورنيش دار بوعزة الذي يشكل متنفسا لمدينة الدارالبيضاء، وإنجاز شبكة التطهير بدار بوعزة ومدينة الرحمة بغلاف مالي يقدر ب335 مليون درهم موجه لساكنة مرتقبة تقدر ب250 ألف نسمة . ويشكل إقليم النواصر الامتداد الطبيعي لمدينة الدارالبيضاء، إذ يغطي 40 % من المساحة الإجمالية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، وبفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وكذا ضمه لعدة وحدات صناعية تضمن فرص شغل مهمة، فإنه يعرف نموا ديمغرافيا سريعا يقدر ب10 % متجاوزا بذلك المعدل الوطني الذي يصل إلى 1.4 %. وقد صاحب هذا التطور الاقتصادي والاجتماعي تمدن سريع على مستوى مختلف الجماعات بالإقليم (بوسكورة، دار بوعزة، النواصر، أولاد صالح وأولاد عزوز)، ومن أهم تجلياته إنشاء مجموعة من المشاريع السكنية والصناعية التي تتطلب مصاحبة على مستوى البنيات التحتية الأساسية (قنوات التطهير، الطرق، الماء الصالح للشرب...) وتجهيزات القرب السوسيو اقتصادية.