دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على خط ملف كلام وزير التربية الوطنية، محمد الوفا، الذي وجّهه لتلميذة في مدرسة العزوزية، في نواحي مراكش، حيث قال لها: «أنتِ خاصّكْ غير راجل.. أشنو كاتديري هْنا؟».. عندما وجهت رسالتين، إحداها إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، تطالبه فيها بإعفاء الوزير من منصبه، وأخرى إلى مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، تطالب فيها بالاستماع إليه وإلى عدد من أطرف الملف. وأكدت الرسالة التي وجّهتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان -فرع مراكش إلى وزير العدل أن عبارة «أنت خاصّكْ غيرْ الرّاجْل» تحمل تأويلات متعددة، بغضّ النظر عن نية الوزير، و»تحيل على قاموس التحرّش الجنسي، المجرَّم بمقتضى القانون الجنائي، خاصة أنها صادرة عن شخص له السلطة على التلميذة. واعتبرت الرسالة أن «الكلام الصادر عن الوزير الوفا يشكل مسّا خطيرا بالكرامة الإنسانية ويحرض على التمييز الجنسي وتزويج القاصرات ويقوّض أسس ومبادئ التربية على حقوق الإنسان والمواطنة»، وهو الأمر الذي جعل الجمعية الحقوقية تطالب الرميد بالاستماع إلى كل من الوزير والكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، وإلى إدريس إدمسعود، مدير مدرسة العزوزية الابتدائية في مراكش، وإلى الأستاذة سومية بوبليغة، معلمة الطفلة راوية أعباش، إضافة إلى رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة العزوزية وأمين مالها وإلى التلميذة راوية أعباش ووالديها. وبخصوص نفيِ الوزير ما جاء على لسان الطفلة، أوضحت الرسالة أن الجمعية، في شخص رئيسها وكاتب الفرع، زارا التلميذة «راوية»، التي تدرس في المستوى الخامس ابتدائي، يوم الثلاثاء الماضي، والتي أكدت أن الوزير قال لها «خاصّكْ غير الرّاجْل»، الأمر الذي زاد من حدة التأثير النفسي على صحتها، مما جعلها ترفض الذهاب إلى المدرسة، تفاديا لاستهزاء زملائها وزميلاتها بها. واعتبر الحقوقيون أن ما «صدر عن الوزير الوفا يشكّل سلوكا مشينا وماسّاً بالكرامة الإنسانية ويعبّر عن نكوص في الفكر والمعرفة، ويجسد تلك الصورة النمطية التي تسيِّج المرأة في مجتمعنا»، مؤكدين أن معالجة أعطاب المنظومة التربوية في المغرب تحتاج إلى «مسؤولين يُقدّرون جسامة المهمة ويتوفرون على قدْر عال من المسؤولية والوعي الكامل بقضايا وهموم المجتمع، وفي قلبها إشكالية المدرسة العمومية والرهانات المطروحة عليها في التنمية والتقدم وبناء مجتمع العلم والمعرفة، وليس مسؤولين ينشغلون فقط بتصحيح زلاتهم المتكررة والمثيرة للاستغراب».