عمد حوالي 250 طالبا، زوال أول أمس الاثنين، إلى اقتحام رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات إقصائهم من الاستفادة من السكن في الحي الجامعي سايس. ووجد رئيس جامعة فاس وعدد من معاونيه صعوبات في مغادرة مكتبه، وظل بعض الموظفين يُصوّرون المحتجين بهواتف محمولة وبآلات تصوير رقمية من وراء النوافذ المغلقة بإحكام، فيما ردّد المتظاهرون شعارات مناوئة تتّهم رئاسة الجامعة بالتماطل في حل مشاكل الطلاب. وقال أحد الطلبة إن الذين ظلوا منهم معتصمين لعدة أيام في إدارة الحي الجامعي سايس اضطروا إلى هذه الخطوة المفاجئة لإسماع صوتهم. ويبيت العشرات من الطلبة في العراء، دون أن يجدوا في رئاسة الجامعة من يستمعون إليهم. وانتقد هؤلاء الطلاب «انشغال رئاسة الجامعة بالمهرجانات الفارغة»، بغرض صنع السمعة والأسماء وإغفال المشاكل الحقيقية للطلبة. وتحدث أحد المحتجين عن تفشي ما أسماه الزبونية والمحسوبية في لوائح المستفيدين، في حين تم إقصاء عدد من المستحقين. وقال بيان ل»مجلس القاطنين»، التابع للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إن فصول المحنة في هذا الحي الجامعي بدأت في بداية الموسم الجامعي الحالي، بإدخال رجال أمن خاصين لحراسة البوابات الرئيسية للحي الجامعي سايس وكذا تأخير فتح المرافق عن الوقت المعتاد، لاسيما المطعم، الذي لم يستفد الطلاب من خدماته حتى الآن، حسب البيان. إلا أن قضية السكن هي التي أجّجت غضب الطلبة. وذكر سعيد الناموس، الكاتب المحلي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أن «نسبة المستفيدين من الحي الجامعي سايس ضئيلة جدا بالمقارنة مع عدد المسجلين في الكليات التابعة له». وبررت إدارة الحي الجامعي الوضع بعدم تسلمها من المقاول جزءا جرى بناؤه. وقرر الطلبة الدخول في اعتصام جزئيّ داخل إدارة الحي من يوم الجمعة، 5 أكتوبر الجاري، قبل أن يُصعّدوا من احتجاجاتهم وينخرطوا في اعتصام مفتوح داخل الإدارة ويفترشوا الأرض ويقاوموا البرد. كما أدوا صلاة الجمعة في ساحة الحي وتوجهوا في مسيرة إلى الشارع العام، في اتجاه إقامة المدير.