سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نساء مولن الدراسات العليا لستراوس كان وآن سانكلير أدخلته عالم «يسار الكافيار» زوجته الأولى انقطعت عن الدراسة لتعيل الأسرة والثانية مولت أولى حملاته الانتخابية
يعود كتاب «آل ستراوس كان» لكل من رفائيل باكي وأراين شومان إلى الغوص في أسرار الحياة الخاصة لإحدى أشهر الزيجات في تاريخ فرنسا. يرجعان إلى الإرهاصات الأولى لميلاد هذا الثنائي. يرصدان كل صغيرة وكبيرة في أولى خطواتهما. يسلطان الضوء على مناطق الظل في حياة مذيعة حسناء واشتراكي كان قاب قوسين من قصر الإليزي. وأخيرا، يكشفان أسرار المغامرات الجنسية للمدير السابق لصندوق النقد الدولي التي دقت المسامير الأخيرة في نعش علاقة آن وسانكلير. كان الاقتران بآن سانكلير كافيا لنقل دومنيك ستراوس كان إلى عالم جديد تبقى «الثروة والثراء» أبرز عناوينه. لم تكن آن النجمة التلفزيونية الأعلى أجرا في فرنسا كلها فحسب، بل كانت وريثة بول روزنبرغ، أحد أشهر تجار التحف الفنية في فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. وزيادة على الأموال الطائلة، كانت آن تضع يديها على مجموعة من اللوحات النادرة والثمينة التي ورثتها عن روزنبرغ، بعضها يحمل توقيع التشكيلي الإسباني العالمي بيكاسو وتقدر قيمتها المالية بملايين الأورو. هنا، يبرز وجه شبه بين دومنيك وآن يغفل عنه كثيرون، ويتجسد في نشأة دومنيك في وسط يعج باللوحات التشكيلية الإيطالية. غير أن هذه اللوحات لم تكن سوى نسخ مقلدة لإبداعات فنانين تشكيليين إيطاليين تفننت جاكلين، والدة دومنيك، وكانت تشكيلية هاوية، في تقليدها، وبالتالي لم تكن لوحات جاكلين تساوي شيئا في سوق التحف الفنية. يسار «الكافيار» ينبغي أن يفهم من هذه الإشارات أن أسرة دومنيك كانت فقيرة. إذ لم تكن يوما مدرجة في خانة الفقراء. عرفت هذه الأسرة منذ عصرها الذهبي وزمنها الجميل بمدينة أكادير المغربية، حين كان دومنيك طفلا، بسعادتها ورغد عيشها. كان فرنسيون وأجانب كثر يقصدون الأسرة طلبا لقضاء أوقات طيبة، بعدما صارت مضرب المثل في الكرم وحفاوة الاستقبال. غير أن الأسرة خسرت كل شيء في الزلزال الذي ضرب المدينة المغربية في مستهل ستينيات القرن الماضي، فقررت ترك المغرب والتوجه إلى فرنسا. كان دومنيك وقتها قاصرا عن إدراك التحديات التي تنتظر أسرته الصغيرة في محيطها الجديد. في فرنسا، تراجع مستوى عيش الأسرة. التحولات التي عرفتها حياة آل ستراوس بعد هجرتها نحو فرنسا تركت جرحا غائرا في نفسية دومنيك. لم ينس مطلقا الليالي الطوال التي كان أبوه جيلبير يقضيها ممددا على الأريكة شارد الذهن يفكر في وسيلة يتدبر بها قوت أسرته. لم تندمل هذه الجروح النفسية إلا بعد حصوله على الباكلوريا وتدشينه مرحلة الدراسات العليا شعبة التجارة. انطلاقا من هذه المرحلة، أخذ دومنيك يعي ما يصطلح عليه ب»الفوارق الاجتماعية». اكتشف الطالب دومنيك عوالم جديدة واستطاع أن يكوّن شبكة صداقات مع شباب آخرين يتحدرون من الأوساط الميسورة. وهذا يعني أن ستراوس كان استطاع اختراق عالم الأثرياء والبورجوازيين قبل سنوات عديدة من تاريخ أول لقاء له بآن سانكلير. ومعلوم أن آن لم تكن تخفي غضبها من إقدام وسائل الإعلام الفرنسية، ولا سيما المناوئة للتوجهات اليسارية، على إرفاق صورتها الشخصية بالمقالات الصحافية التي تحدثت عما يسمى ب»يسار الكافيار» في مستهل تسعينيات القرن الماضي. برز هذا المصطلح بقوة في قاموس الإعلام الفرنسي في الولاية الثانية للرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتيران. وكان إعلاميون يتندرون ببروز جيل جديد من اليساريين يعيشون حياة رغد وترف، ولا يجدون في ذلك أي تناقض مع أفكار ومبادئ وقيم اليسار. رد الاشتراكيون على ذلك بالتأكيد على اختلاف وتميز علاقة أثريائهم بالمال، لأنهم لا يسعون إلى جمع الأموال، وبأن مراكمة الثروات ليست ضمن اهتماماتهم. كانت آن سانكلير نفسها مضرب المثل في هذه العلاقة البسيطة للغاية، التي جمعت رموز اليسار الفرنسي بالمال. يكفي أنها الصحافية الوحيدة، من بين كل نجمات التلفزيون، وكانت أكثرهم شهرة وأعلاهم أجرا، التي لم تبادر إلى تأسيس شركة إنتاج خاصة بها. فقد توفر لها مال وفير وملكت الحق في إنفاقه بسخاء على من تحب. عالة على النساء شاءت الأقدار أيضا أن تقع الأيقونة التلفزيونية في حب أستاذ جامعي وقيادي اشتراكي ووزير فرنسي لم يكن يجد حرجا في أن تتولى المرأة الإنفاق عليه. إذ كانت لدومنيك سوابق في العيش على نفقة النساء اللواتي ارتبط بهن في حياته قبل ارتباطه بآن، فقد اضطرت زوجته الأولى، وتدعى هيلين، إلى وضع حد لمسيرتها الدراسية وتدخل غمار سوق الشغل مبكرا من أجل تدبر مصاريف أسرتها. الغريب أن دومنيك واصل بعد هذه التضحية التي أقدمت عليها هيلين دراسة الاقتصاد في سلك التبريز. تواصلت تضحيات هيلين في سبيل نجاح دومنيك في وقت لاحق بعد أن أقدمت على قطع صلاتها بالحزب الاشتراكي منقطعة بذلك عن الاجتماعات السياسية التي تعقدها قيادة الحزب أسبوعيا بهدف التفرغ التام لتربية ورعاية أبنائهما الثلاثة. لكن سرعان ما ساءت علاقة الزوجين قبل أن يعلنا انفصالهما. بعد ذلك، ارتبط دومنيك بزوجته الثانية، بريجيت، التي فتحت له حسابات شركتها ليمول مصاريف حملاته في أول انتخابات بلدية شارك فيها. أكثر من ذلك، كان ينظر إلى بريجيت على أنها العقل المدبر لكل الخرجات الإعلامية التي قام بها دومنيك تزامنا مع تدشينه المنافسة الانتخابية. وقد تبين لاحقا أن زوجة دومنيك الثانية كانت تخطط لجعله رقما صعبا في عالم المال والأعمال في فرنسا. ونقل عن إحدى معاوناتها قولها إن بريجيت خاطبت زوجها ذات يوم قائلة: «عليك أن تمارس السياسة وتخبرها مدة عشر سنوات، وبعد ذلك، يكون بمستطاعك الانطلاق بقوة في عالم المال والأعمال». ويبدو أن دومنيك سار وفق الخطة التي وضعتها له بريجيت. غير أنه اختار أن يواصل مسيرته على درب تحقيق أحلامه في السياسة والأعمال بدون زوجته الثانية. قرر الانفصال عن بريجيت والتطلع إلى دور طلائعي في المجال المالي والاقتصادي دون اعتزال السياسة. إذ أصبح مؤمنا أكثر من أي وقتى مضى بأن الطريق إلى الصفوة في الاقتصاد والأعمال يمر بالأساس عبر السياسة ولن يكون سالكا خارج أسوارها. بيد أن ثمة فارقا هاما بين زيجته الثالثة وزيجتيه الأوليين. زوجتاه الأولى هيلين والثانية بريجيت كانتا تعادلانه على المستوى المادي. أما آن فكانت على مستوى كبير من الثراء، ولذلك اعتبر دومنيك دونها على مقياس المال. المؤكد أن دومنيك ستراوس كان كان يعي تمام الوعي أهمية تذليل هذه الفوارق أمام الرأي العام، أو على الأقل أمام الإعلام الفرنسي. وعندما تحقق حلمه بالاستوزار وعين في منصب وزير الصناعة حاول بشتى الوسائل التقليل من حدة هذه الفوارق. وكان التركيز على المظاهر من أجل إثارة اهتمام وسائل الإعلام الفرنسي، ومعها الرأي العام. وفي هذا الإطار تندرج مبادرته بالتوجه إلى مقر وزارة الصناعة، غداة تعيينه على رأسها لتسلم مهامه، مشيا على الأقدام. لقد أدهش الجميع وزرع حركية كبرى في الوزارة وتجمع الموظفون من مختلف الأقسام لمشاهدة وزيرهم الاشتراكي يدلف البوابة الرئيسية للوزارة ماشيا وليس على متن سيارة فارهة كما جرت العادة لدى أسلافه. استطاع دومنيك أن يخلق يومها الحدث ويجعل من حضوره حفل تسليم السلط مشيا على الأقدام حدثا أكثر أهمية من حفل تسليم السلط. العارفون بمسار ستراوس كان علموا مباشرة بعد تعيينه على رأس وزارة الصناعة بأن هذه الوزارة أفضل هدية تلقاها القيادي الاشتراكي على الإطلاق. وبالفعل، أسهمت هذه المسؤولية الوزارية في تقريب المسافات وتقريب آجال تحقق أحلامه، أو لنقل الأحلام التي خطتها له زوجتاها لأوليان، وبعدهما زوجته الثالثة آن سانكلير. أدرك دومنيك بعد وقت وجيز من تربعه على عرش الصناعة الفرنسية أن بإمكانه أن يضمن لنفسه مستقبلا زاهرا إذا توصل إلى أفضل الطرق لاستثمار ما أتيح له من نفوذ في عالمي السلطة والمال. تشخيص أثبت واقعيته بعد الهزيمة غير المتوقعة التي مني بها الاشتراكيون في الانتخابات الرئاسية سنة 1993 على يد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. أكبر الخاسرين أخرجت تلك الهزيمة دومنيك ستراوس كان من نعيم وزارة الصناعة واضطرته إلى تجميد خططه لترويج اسمه في عالم المال والاقتصاد. أصبح القيادي الاشتراكي عميلا خارج دوائر النفوذ. وبخروجه من هذه الدائرة فقد شيئا أساسيا آخر، يتمثل في راتبه الشهري السمين الذي كان يتقاضاه من خزينة الدولة الفرنسية. نُظر وقتها إلى دومنيك ستراوس كان باعتباره أكبر الخاسرين من الاشتراكيين المغادرين الحكومة بعد سنوات من السهر على تدبير الشأن العام الفرنسي. لقد توجب عليه، وهو الاشتراكي الذي يعيش في محيط بورجوازي، أن يواجه تحديات مالية جديدة بعد تركه وزارة الصناعة في سنة 1993. بدءا من هذه اللحظة، لم تعد السياسة تضمن له قوت يومه، فبالأحرى أن تدر عليه ما يكفي لتلبية الكماليات التي تميز البورجوازيين عن غيرهم. الغريب أن دومنيك وجد نفسه في هذا المأزق، رغم أنه كان يتقاضى راتبا شهريا محترما باعتباره أستاذا جامعيا. وقتها أسر للمقربين منه، من الذين عبروا له عن استغرابهم من أن يعجز راتب الأستاذ الجامعي عن تغطية مصاريفه اليومية، بأنه ينوي عرض فكرة تكوين جماعة ضغط قوية للدفاع عن المصالح الاقتصادية والمالية المقاولات الفرنسية الناشطة في الخارج. كانت خطة دومنيك ستراوس كان لإخراج هذه الفكرة إلى حيز الوجود تقتضي المرور عبر العديد من المراحل، أولاها العمل على ربط الاتصال بمختلف الفاعلين، وفي مقدمتهم نحو 40 رجل أعمال بفرنسا من أجل جس نبضهم وتقدير مدى حماسهم لهذه الفكرة. الخطوة الأولى لم ينجزها دومنيك، وإنما عهد بها إلى معاونين يحظون بثقته. كانت مهمة هؤلاء المعاونين واضحة: الاتصال بأقوى رجال الأعمال في فرنسا وأكثرهم تأثيرا في داخل البلاد وخارجها والعمل على إقناعهم بجدوى الانخراط في دعم الفكرة. المثير أن ستراوس كان آثر البقاء خلف الأضواء وتدبير كل شيء من بعيد في المرحلة الثانية أيضا. وقد خصصت هذه المرحلة لربط الاتصال بأكبر عدد من الشركات الفرنسية الناشطة خارج البلاد، خصوصا الكبرى، من أجل إقناعها بأهمية الانضمام إلى هذه الشبكة حماية لمصالحها الاقتصادية والمالية وتكريسا لنفوذها في مختلف الدول. عمل معاونو ستراوس كان على تسليط الضوء على الإيجابيات المتوقع جنيها من هذه الفكرة، ولعل أبرزها توسيع الأسواق المفتوحة أمام الفرنسيين وتقوية تنافسيتهم ورفع درجة التنسيق فيما بينهم من أجل مواجهة المنافسة الدولية. وبعد أشهر عديدة من الإعداد، تمكن دومنيك ستراوس كان من إقناع مئات أرباب العمل بجدوى دعم الفكرة والانخراط في تنزيلها على أرض الواقع. وبعد مدة طويلة أيضا من التواري عن الأنظار والتخطيط الدقيق لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، برز اسم ستراوس كان من جديد في الجمع العام التأسيسي لهذه الشبكة المحدثة خصيصا للدفاع عن المصالح الفرنسية في الخارج. وعند سؤاله عن هوية هذا التجمع الكبير لأرباب العمل، أجاب دومنيك بإيجاز قائلا: «إنه فضاء للتفكير والتأثير». استطاع وزير الصناعة السابق أن يجمع من حوله في ظرف قياسي أرباب العمل من مختلف التيارات السياسية. وبالنسبة لأستاذ جامعي لم يعد راتبه الشهري كافيا لتغطية مصاريفه اليومية، فإن الأهم تمكنه أخيرا من إيجاد حل لأزمته المالية عبر بوابة تكوين جماعة للضغط لحماية المصالح الفرنسية في الخارج. حدد دومنيك ستراوس كان واجبات الانخراط في هذه الجماعة في 200 ألف فرنك فرنسي. وبصرف النظر عن حل المشاكل المادية، عاد إلى الواجهة من جديد، بعد أن عد أكبر الخاسرين من هزيمة الاشتراكيين في انتخابات 1993، من بوابة تنسيق جهود أرباب العمل لرفع تنافسية الاقتصاد الفرنسي وحماية مصالحهم في الخارج في مواجهة منافسة تزداد شراسة يوما بعد آخر في زمن العولمة. أدخل ستراوس كان إلى هذه الجماعة الأسلوب الأمريكي في حماية المصالح القومية وفتح الأسواق أمام الشركات الوطنية. وقد أظهر هذا الأسلوب نجاعة غير متوقعة أثارت حنق بعض الخصوم السياسيين لدومنيك ستراوس كان وأقضت مضجع الشركات الأجنبية المنفذة لاستثمارات في فرنسا. فرضت هذه المستجدات التزام القيادي الاشتراكي الصمت قدر الإمكان في مبادراته اللاحقة، موازاة مع إبدائه حساسية مفرطة تجاه الحصول على أموال كبرى مقابل نشاطه في الدفاع عن مصالح المقاولات الفرنسية بالخارج. سيطرت الهواجس المادية من جديد على الأستاذ الجامعي الاشتراكي. وبعد فترة تأمل طويلة قرر أن يدخل تجربة جديدة. قدم ترشيحه للانضمام إلى هيئة المحامين، معتمدا في ذلك على مؤهل أكاديمي يسمح له بمزاولة هذه المهنة، ويتعلق الأمر بكونه يحمل شهادة دكتوراة في الاقتصاد. وقتها استغرب كثيرون إقدام القيادي الاشتراكي على استبدال كرسي التدريس في الجامعة بالترافع في المحاكم. المندهشون لهذه الخطوة لم يكونوا يعلمون بأن دومنيك كان عزم في دجنبر 1978 على الانضمام لأسرة المحاماة في بلاده قبل أن يعدل عن الفكرة ويواصل دراساته العليا في سلك الاقتصاد. ولم يعلم الذين عبروا صراحة عن استغرابهم من قرار ستراوس كان أن وزير الصناعة السابق لم يكن ينوي الترافع في المحاكم دفاعا عن المتهمين. ففي الواقع، كان ينوي حصر أنشطة مكتبه في نوع خاص من الاستشارات، ويتعلق الأمر بتقديم نصائح لأرباب العمل مقابل أتعاب محترمة جدا. أسس ستراوس كان شركته الخاصة في مجال الاستشارات، ولاسيما المالية والاقتصادية. افتتحها رسميا في فاتح شتنبر 1993، وحظيت باهتمام إعلامي كبير شكل أفضل دعاية للمشروع. اتخذت الشركة شكل مقاولة عائلية، شغل فيها دومنيك ستراوس كان والدته وزوجته وصديقتهما المقربة، إلى جانب أخويه. المثير أن الشركة تمتعت قانونيا بإطار الشركة مجهولة الاسم، رغم أن خبيرها الوحيد والمستفيد الوحيد منها شخص واحد هو ستراوس كان نفسه.
صداقات أنجحت شركة مدير صندوق النقد السابق كان دومنيك ستراوس كان يعي جيدا أهمية الدور الذي سيلعبه الموقع الاستراتيجي في دعم أنشطة شركته. ولهذا السبب، عمل على افتتاح مقرها في حي باريسي مشهور يشتهر بكونه فضاء الشركات الفرنسية الكبرى. بعيد انطلاقة الشركة بقليل تقاطرت الاستشارات على مكتب مديرها. تصدرت الشركات الناشطة في قطاعات الطاقة والنووي والاتصالات والنقل قائمة زبناء دومنيك ستراوس كان. المحللون الماليون فسروا هذا الأمر بالعدد الهائل من الأصدقاء الذين يتوفر عليهم وزير الصناعة السابق في مقاولات القطاع سالفة الذكر. وسرعان ما امتدت أنشطة شركة دومنيك ستراوس كان لتشمل قطاعات أخرى. ولم يكن غريبا أن تشمل كذلك مؤسسات عمومية مثل التعاضديات. في وقت لاحق، استطاع الفريق العامل في الشركة أن يستثمر اسمها ليقتحم عالم الأبناك. وتركز الاستشارات التي قدمها ستراوس كان في هذا الباب على مشاريع الأبناك الرامية إلى دعم تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة. وكان هذا التوجه وقتها «موضة» المبادرات البنكية، ولذلك رغب أرباب الأبناك في معرفة رأي الخبير في هذه الموضة، فوجدوا في وزير الصناعة السابق وأستاذ الاقتصاد في الجامعة ضالتهم. وبعد الأبناك، جاء الدور على قطاعات أخرى من قبيل الطيران والماء والكهرباء وصناعة السيارات.