كانت آن سانكلير حتى الأمس القريب نجمة تلفزيونية لا يشق لها غبار، وواحدة من أكثر النساء شعبية في فرنسا. وبسبب النفوذ القوي لآن سانكلير في الأوساط العامة، باعتبارها كانت صاحبة أشهر برنامج سياسي في التلفزيون ويخطب الوزراء ورؤساء الأحزاب ودها لكي تستضيفهم فيه، فقد كانت الصحافة تطلق عليها لقب «الأميرة آن»، تمييزا لها عن زميلتها النجمة التلفزيونية كريستين أوكرانت، زوجة وزير خارجية فرنسا السابق برنار كوشنير والملقبة ب«الملكة كريستين». لقد شكلت آن سانكلير على امتداد سنوات وجهاً لامعا من وجوه التلفزيون الفرنسي وبالتحديد في قناة «تي في1»، بفقد دأت مشوارها في ميدان الصحافة سنة 1973 برفقة إذاعة «أوروبا 1» حصولها على دبلوم من مدرسة الدراسات السياسية بباريس بالإضافة للإجازة في القانون قبل أن يشكل انضمامها لقناة «تي في1» الشهيرة نقطة التحول في مسارها المهني فبعد أن بدأت بتقديم النشرة الإخبارية الرئيسية كان بروزها الكبير مع تقديمها للبرنامج الحواري الشهير 7 على 7 في الفترة الممتدة ما بين 1984 و1997 لتنال جائزة أفضل البرامج مرتين (سنوات 1985 و 1990 )، وبعد خصخصة «تي في1»، تقلدت مهمة المديرة المساعدة للأخبار ثم بعدها المديرة العامة للشركة ثم المديرة العامة لخلية المعلومات التابعة للمؤسسة بعد تولي زوجها دومنيك ستراوس منصب وزير الاقتصاد والمالية سنة 1997 مقررة التوقف عن تقديم البرامج تفادياً لأي تضارب مصالح ممكن قبل أن تترك المحطة بشكل نهائي سنة 2001 بسبب خلافات حادة مع رئيس المحطة «باتريك لولاي»، لكن مشوارها الإعلامي لم يتوقف عند هذا الحد فقد التحقت بعدها بمحطة «إير تي إل» وكاتبة عمود في «باري ماتش» ثم نشطت برنامجا للطلبة على محطة إذاعة فرنسا الدولية في الفترة ما بين 2003 و2007 . فقد كانت سانكلير (63 عاما) نجمة معروفة قبل أن يسمع الفرنسيون باسم زوجها، وهي قد تزوجت، قبله، من الإذاعي المعروف إيفان لوفاي قبل أن يطلقا لتقترن بستراوس كان، الذي يصغرها في السن وكان متزوجا، أيضا، ومطلقا مرتين من قبل. وهو مثل زوجته، ينتمي لعائلة من وجهاء يهود فرنسا، استقرت في مدينة أكادير قبل أن ينتقل للدراسة في باريس ويلمع في حقل الاقتصاد ويصبح وزيرا في الحكومة، الأمر الذي دفع زوجته إلى الاستقالة من عملها التلفزيوني، حفاظا على مصداقيتها كصاحبة برنامج سياسي من برامج الرأي. لقد رأت سانكلير النور في نيويورك لأن جدها بول روزنبرغ كان واحدا من أكبر تجار الأعمال الفنية ويملك صالة للعرض هناك. وهي اليوم أحد ورثته، فضلا عما كسبته من عملها في التلفزيون. وتملك آن سانكلير منزلا تقليديا أي «رياض» في مراكش وشقة واسعة في ساحة «فوغ» في باريس، أحد أغلى مواقع العاصمة وأكثرها جاذبية، بالإضافة إلى منزل في حي راق في جورج تاون، على مشارف العاصمة الأمريكيةواشنطن، يقدر سعره بأربعة ملايين دولار. وقد أنفقت سانكلير من مالها لتمويل حملة ترشيح زوجها لمنصبه، عام 2006، واستأجرت مقرا لإدارة الحملة في وسط باريس. كانت آن سان كلير متألقة ك «باربرا والترز» المقدمة الشهيرة ل«إي بي سي» وفاتنة ك«ديان سوير» الصحفية بنفس المحطة، إذ كتب عنها الصحفيةالأمريكية جولييت بوك في نيوزويك ، « لقد كانت بمثابة أوبرا وينفري بالنسبة للرجال الفرنسيين فهي نموذج المرأة الذكية والقادرة على فهمهم وجعلهم مشهورين» وتضيف ذات الصحفية كان دومنيك ستراوس كان إقتصاديا مبتدئاً في نفس الوقت الذي بدأت فيه آن سنكلير تصنع مجدها الإعلامي وكان ستراوس يحلم بلقائها إلى أن استضافته في حلقة من برنامجها سنة 1989؛ لتسقط في غرامه على الفور ويحدثها عن طفولته في مدينة أكادير في المغرب وعن أبنائه الأربعة من زواجين سابقين، وحسب روايات عديدة قال لها إنه «فاسق وفاسد»، ليتزوجا سنة 1991». لم تكن حياة آن سانكلير خالية من المطبات الزوجية. فقد اشتهر زوجها ستراوس كان بأنه ضعيف أمام بنات حواء. بل قال، من باب السخرية، إن ساركوزي أبعده إلى منصبه الدولي في أمريكا لكي يقطع عليه أي احتمال بأن يغوي زوجته كارلا. وقبل ثلاث سنوات تعرضت سانكلير لأكبر فضيحة في حياتها بعد انكشاف مغامرة عاطفية لزوجها مع موظفة هنغارية تعمل في حقل الاقتصاد تحت إمرته، في صندوق النقد الدولي. وقد اختارت «الأميرة آن» أن تقف مع زوجها في تلك الأزمة وأن تدافع عنه ضد مهاجميه و لم تحاول أن تدع غضبا آنيا يفسد عليها طموحات مستقبلية.