اندلعت ليلة الثلاثاء مواجهات عنيفة بين عدد من سكان مدينة سيدي إفني والقوات العمومية، التي انتشرت ببعض المناطق الحساسة بالمدينة، منذ اللحظات الأولى من اعتقال أربعة معطلي ن على خلفية الاحتجاجات الأخيرة بالميناء. واستنادا إلى مصادر متعددة، فإن المواجهات، التي شهدها حي «بولعلام» وعدد من الأحياء والأزقة المجاورة لمفوضية الشرطة بسيدي إفني، انطلقت أولى شراراتها بعدما شنت القوات العمومية حملة اعتقالات جديدة ضد عدد آخر من النشطاء بشوارع المدينة، وهو ما أثار حفيظة المحتجين بالمدينة. وحسب مصادر من عين المكان، فإن المواجهات الدامية بين الطرفين بدأت عندما قررت مجموعة من أسر المعتقلين تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مفوضية الشرطة بالمدينة للتنديد بحملة المتابعات والملاحقات الحالية، لكن الأمور تطورت بشكل مفاجئ، بعدما حاولت القوات العمومية في حدود السابعة مساء منع الغاضبين من تنظيم وقفتهم الاحتجاجية، وهو ما أسفر عن احتكاك مباشر بين الطرفين، استعملت فيه الغازات المسيلة للدموع بغزارة من طرف القوات العمومية، فيما استعمل الشباب الحجارة بكثرة، وعملوا على وضع المتاريس والأحجار بالشوارع لمنع تقدم القوات العمومية بالأزقة والأحياء المحيطة بحيي «بولعلام» و«البرابر»، كما تم إحراق عدد من الإطارات المطاطية للسيارات. وقد شهدت منطقة المواجهات عمليات كرّ وفَرّ بين القوات العمومية والمتظاهرين، الذين فر بعضهم إلى الجبال، فيما فضل البعض الآخر تغيير مساكنهم. وعلمت «المساء» أن تعزيزات أمنية مكونة من تسع سيارات أمن دخلت سيدي إفني في حدود الواحدة ليلا. كما علمت أن ما يقرب من 35 فردا من القوات العمومية نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية بعد إصابتهم بجروح متفاوتة في المواجهات، فيما لم يتوجه أي من المتظاهرين المصابين في الأحداث الأخيرة إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي خوفا من اعتقالهم، كما حدث مع بعض زملائهم الموقوفين على خلفية أحداث السبت الأسود لسنة 2008. وفي اتصال ب«المساء» قال محمد الوحداني، رئيس المجلس البلدي لسيدي إفني، إن ساكنة المدينة عبرت عن نضجها في بداية الأحداث الأخيرة بالمنطقة، وصَرّفَت مواقف إيجابية ومتقدمة في قضية الاعتقالات التي طالت أربعة أشخاص منتصف الأسبوع المنصرم، كما منحت إشارات إيجابية في التغير الظاهر في البنيات التحتية بالمدينة، لكن الاستفزاز بهذه الطريقة المريضة – يقول الرئيس - أرجعنا إلى نقطة الصفر، وأعاد أحداث السبت الأسود إلى الأذهان»، وتأسف الوحداني قائلا إن «أخطاء مجموعة من موظفي الدولة ذوي الطموحات بالمنطقة تسببت في الاحتقان الحالي بالمدينة، وأن الأمراض النفسية لبعض أولئك الموظفين تعيق مسار التنمية للأسف»، واستطرد قائلا إنه كان يتمنى الموت على أن يرى آيت باعمران «جريحة مرة أخرى»، فعندما «تمس الكرامة ينتهي الكلام، فليس بالخبز وحده يحيى الإنسان». يذكر أن المجلس البلدي لمدينة سيدي إفني، دعا إلى اجتماع عاجل منتصف اليوم الأربعاء، لمناقشة تداعيات الأحداث الأخيرة بسيدي إفني وسبل توقيفها وإعادة الهدوء إلى الشوارع والأزقة المشتعلة. وقد وجهت الدعوة إلى السلطات الإقليمية والأمنية ومنتخبي المجلس البلدي والبرلمانيين وعدد من المصالح المعنية. كما تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لتيزنيت قررت منذ السبت الماضي متابعة أربعة نشطاء بسيدي إفني في حالة اعتقال، بعد ساعات من توقيفهم على خلفية الاحتجاج على التراجع على وعود التشغيل المقدمة لهم، ويتعلق الأمر بكل من عبد الله الحيحي وعبد المولى هلاب وحسن بوغابة ويوسف الركيني. من جهتها، قالت السلطات المحلية بسيدي إفني إنه تم «إلقاء القبض على اثنين من مثيري الشغب بعد أن حاولت مجموعة تتألف من نحو مئة فرد٬ ليلة الثلاثاء الأربعاء٬ احتلال مكاتب مفوضية الشرطة بمدينة سيدي إيفني لإطلاق سراح شخصين كانا قد اعتقلا بأمر من النيابة العامة». مضيفة أن «هذه المجموعة التي أبانت عن عنف شديد٬ أقدمت على رمي عناصر الأمن بالحجارة٬ مخلفة العديد من الإصابات».