ما زالت إسرائيل تستهدف الكل الفلسطيني وتلعب بورقة الخلافات الداخلية بين القيادتين الفلسطينيتين الداخلية والخارجية؛ ففي منظور إسرائيل كلتاهما خطر عليها وعلى أمنها المزعوم الذي من أجله تسعى إسرائيل جاهدة إلى قلب الطاولة الفلسطينية وبعثرة أوراقها المرة تلو المرة، فبعد الوقيعة التي أوقعتها بالخلافات التي أدت إلى مواجهات دموية بين فتح -الحركة الأولى في الشارع الفلسطيني - وحماس -التي تتلوها من خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن المحتل والشتات- لم تكتف إسرائيل بهذا الانقسام المؤسف بين فتح وحماس، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال القذف بنار الفتنة والتفرقة بين قيادة فتح الداخلية، والتي يتمثل منها معظم قادة السلطة الفلسطينية عامةً، السابقة والحالية؛ ففي خطوة إسرائيلية ماكرة لإشعال نيران الفتنه وتأجيج الخلاف الفلسطيني/الفلسطيني، أقبل العنصري المتطرف أفيغدور ليبرمان، وزير خارجية دولة الاحتلال إسرائيل، على الزج باسم القيادي في حركة فتح محمد دحلان، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ومستشار الرئيس محمود عباس للأمن القومي سابقا في الحوار المُتَعمَّد الذي أجرته صحيفة «هآرتس» مع ليبرمان، حيث قال: إننا في إسرائيل على اتصال ببُدلاء محمود عباس الذي أصبح عائقا أمام أي تسوية لعملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث إنه أصبح يشكل دائرة خطر على سياسة إسرائيل الخارجية، ولاسيما في المحافل الدولية والمحلية، وقد آن الأوان للتخلص منه؛ وهناك بدلاء له، سواء من حماس أو من داخل حركة فتح التي يترأسها محمود عباس بعد وفاة ياسر عرفات، حسب ما ورد على لسان ليبرمان في حواره مع صحيفة «هآرتس»، بالإضافة إلى إيحاء ليبرمان للصحفي باسم محمد دحلان في محاولة من الأول لسكب مزيد من البنزين على نار الفتنة بين الرئيس الفلسطيني ومحمد دحلان الناتجة عن اختلافات سياسية بحته. وتعقيبا على تصريحات أفيغدور ليبرمان، نفى محمد دحلان، القيادي في فتح، نفيا قاطعا أي علاقة له أو أي اتصال بالإسرائيليين، حيث قال في تصريح صحافي له :إننا وإن اختلفنا مع أبي مازن أو حماس، فإننا نختلف لما نعتقد أنه لصالح الشعب الفلسطيني، فشعبنا الفلسطيني قضيته واحدة وهمه واحد، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعيش بحرية وكرامة، وأنا وغيري من الفلسطينيين إن خاصمنا قيادات فلسطينية أو أحزابا سياسية فإننا نقوم بذلك لعدم ثقتنا بها وببرامجها وسياساتها وسلوكها. للأسف، هناك في «الداخل الفلسطيني» من يتعامل مع الإعلام الصهيوني بانتقائية، يأخذ ويروج لما يعتقد أنه يخدم مصلحته وأهواءه ويتعامل معه كإعلام معاد للشعب الفلسطيني وقياداته عندما لا ينسجم مع ميوله وأحقاده. أدعو كافة أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته إلى لوقوف صفا واحدا في وجه سياسة اليمين الإسرائيلي الهادفة إلى القضاء على الحلم الفلسطيني بالانعتاق من قيود الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وتبقى الرحايا تدور وتشهد الأرض والسماء على مكائر إسرائيل التي لم تتوقف ماكينتها الإعلامية على مدار الساعة الزمنية، بموازاة مع آلتها العسكرية، عن إجهاض أي محاولة لاقتراب الأشقاء الفرقاء الفلسطينيين من المصالحة التي تعتبرها إسرائيل انتصارا فلسطينيا عربيا موحدا عليها وضدها بالدرجة الأولى وانتصارا للقرار والجهود العربية الساعية إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني والعودة إلى الخندق الواحد والقرار الواحد كما هو المصير الواحد. خبير إعلامي