جرفت مياه واد نكا بدوار المساعدة بجماعة خميس نكا بآسفي، صباح الجمعة الماضي، سيدتين، الأولى في الخمسينات من عمرها (أم لستة أبناء أصغرهم لا يتجاوز عمره ثمان سنوات) والثانية هي زوجة ابنها وابنة شقيقها في الوقت نفسه (20 سنة) وهي أم لرضيع لا يتجاوز عمره السنتين. وفي اليوم نفسه جرف الواد شابين على مستوى جماعة العمامرة غير أنه تم إنقاذهما، إذ نقل أحدهما إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي. وقد ووري جثمان الضحيتين الثرى يوم أمس الأحد. وأكدت أسرة الضحيتين أن الضحية الأولى كانت بصدد تنظيف مجرى المياه الخاص بخزان تقليدي (مطفية) حتى يمتلئ بالمياه بعدما جفت أغلب الخزانات بالمنطقة وعانى السكان من عطش حقيقي اضطروا على إثره إلى جلب المياه من الجماعة الحضرية سبت جزولة بمقابل مادي «لا قدرة لهم عليه»، يقول بعض سكان المنطقة ل«المساء». عملية التنظيف هذه كلفت الضحية حياتها بعدما فاجأتها مياه الواد التي جرفتها، فتدخلت زوجة الابن لإنقاذها حيث جلبت حبلا ورمت به إلى حماتها لتتمسك به غير أن قوة المياه جرفتها أيضا ورمت بالضحيتين معا على بعد أكثر من كيلومتر واحد في مفترق لهذا الواد، إذ وجدت الضحية الأولى جثة هامدة في حين كانت الضحية الثانية لا تزال على قيد الحياة غير أن «الإهمال» الذي تعانيه المنطقة عجل بوفاتها، يقول أحد الفاعلين الجمعويين في اتصال هاتفي ب«المساء». وأضاف المصدر ذاته أنه كان من الممكن «إنقاذ الضحية الثانية، غير أن وعورة المنطقة وغياب سيارة للإسعاف عجلا بوفاتها»، إذ أكد أن الضحية نقلت على متن عربة مجرورة، حوالي أربعة كيلومترات، إلى خميس نكا ومن ثم نقلت على متن سيارة أجرة من الحجم الكبير في اتجاه بلدية سبت جزولة حيث تكلفت سيارة الإسعاف الموجودة بها بنقل الضحية إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، والتي فارقت الحياة في ال3.30 عصرا متأثرة بالحادث، حيث أجري لها تشريح طبي. ووصفت مصادر من المنطقة ما حصل ب«الفاجعة»، مضيفة أن سكان المنطقة يترقبون باستمرار هيجان هذا الواد دون أن تكون لهم قدرة على المواجهة، حيث يترقب أهالي ودواوير المنطقة المجاورة لكل من جماعة نكة وجماعة العمامرة، في كل سنة، أن يطالهم «غضب» هذا الواد، وأنهم يكونون محظوظين إن اكتفى الواد بجرف مواشيهم أو بعض محاصيلهم ويستثنيهم ويستثني فلذات أكبادهم، خاصة أن الواد يقع بطريق المدرسة، ولحسن الحظ أن ما حصل لم يتزامن مع ذهاب التلاميذ إلى المدرسة أو خروجهم منها وإلا لكانت الكارثة، يقول أحد أبناء المنطقة. وأضاف المصدر ذاته أن الواد سبق أن تسبب في حادثة مؤلمة، حيث جرف أزيد من 60 شخصا في سنة 1964 عندما تزامن هيجانه مع السوق الأسبوعي. وأكد فاعلون بالمنقطة أن الجماعة تعاني من تهميش «لا يمكن وصفه» ومن الكثير من الاختلالات، والدليل أنه بعد هذه الحادثة لم تتدخل أي جهة لإزالة ما جرفه الواد في طريقه حيث مازالت الطريق مليئة بالأحجار والبقايا رغم أن مجموعة من الجهات المسؤولة زارت المنطقة بعد الحادث.