استعرض المجمع الشريف للفوسفاط، بمنتدى «الثورة الخضراء في إفريقيا» الذي احتضنته مدينة أروشا بطانزانيا، تفاصيل استراتيجيته الجديدة للمساهمة في توسيع رقعة استعمال الأسمدة بالقارة السمراء من أجل الرفع من إنتاجية الأراضي الزراعية، ثم دعم مردودية ودخل المزارعين الصغار. المنتدى، الذي عقد في الفترة الممتدة بين 26 و28 شتنبر وضم أزيد من 1200 مشارك ضمنهم خبراء وباحثون وممثلون لمنظمات غير حكومية، يهدف إلى تبادل الخبرات ومحاولة إيجاد فرص أفضل لصغار المزارعين في القارة السمراء. وفي هذا الصدد، شدد كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس «التحالف من أجل ثورة خضراء في أفريقيا» (AGRA) على أهمية تقديم الدعم الكافي للمزارعين من أصحاب الأراضي الصغيرة لمساعدتهم على تحسين إنتاجيتهم، ومن ثم التقدم نحو زراعة تعمل وفق أسس تجارية. ويعتبر الملتقى، الذي اختير له موضوع «تعزيز الوصول إلى الخدمات الحيوية من قبل المزارعين من أصحاب الأراضي الصغيرة لتعزيز الابتكار وتوسيع النطاق داخل الاستثمار والأمن الغذائي»، منصة عالمية لتعزيز استثمارات القطاع الخاص ودعم السياسات اللازمة لزيادة الإنتاجية الزراعية ونمو الدخل بالنسبة إلى القطاع الزراعي الإفريقي. وناقش المشاركون في المنتدى معيقات تطوير المجال الزراعي في القارة السمراء، خاصة في ظل ضعف استعمال الأسمدة والمبيدات واستمرار نسب كبيرة من المزارعين في استعمال الوسائل الفلاحية العتيقة، فضلا عن عدم إمكانية الحصول على المساعدات المالية، وهو ما يجعل مدخول أزيد من 80 في المائة من المزارعين الأفارقة لا يتعدى دولارا في اليوم. وحسب العديد من الدراسات التي أجريت على مستوى القارة السمراء، فمعدل المساحات الزراعية لا يتعدى 2,5 هكتارا، في حين لا يتجاوز معدل استخدام الأسمدة 8 كيلوغرامات في الهكتار، وهذا ما يعقد جهود الحكومات لتطوير الأنشطة الزراعية. ويسعى المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال مشاركته في المنتدى، إلى استكشاف أسواق جديدة لتوسيع رقعة استعمال الأسمدة التي ينتجها، والمساهمة في تطوير القطاع الزراعي ضمن أوسع رقعة في القارة السمراء. ويعرض المجمع، في هذا الصدد، مجموعة من الحلول المندمجة، من ضمنها منتوج «تيراكتيف»، الذي يعتبر حلا مندمجا للتخصيب يمكن، بفضل تركيبته، من ترميم واستصلاح الأراضي وزيادة مردوديتها. وبذلك ترتفع إيراداتها بشكل متوازٍ مع حجم الإنتاج. وتمكنه القيمة الإضافية التي يحصل عليها من التزود بشكل أكبر بالأسمدة، الشيء الذي يترتب عنه زيادة في المردودية. وانخرط المجمع الشريف للفوسفاط منذ ثلاث سنوات في استراتيجية إرادية ومسؤولة لصالح تنمية الفلاحة الإفريقية، تعتمد على تطوير أسمدة جديدة تتلاءم مع خصوصيات التربة في بعض الدول الإفريقية، خاصة أن الفلاحة الإفريقية تعاني هشاشة الأراضي الصالحة للزراعة، بسبب ضعف استعمال الأسمدة، ما يتسبب في تفقير الأراضي واستنزاف تربتها، علما أن حصة الاستهلاك العالمي للأسمدة لا تتعدى 3 في المائة وهي نسبة متدنية مقارنة بالمعايير المعتمدة في هذا المجال أمام أهمية الأراضي المزروعة بالقارة، التي تمثل 13 في المائة من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة عبر العالم. تجدر الإشارة إلى أن «التحالف من أجل الثورة الخضراء في إفريقيا» أنشئ سنة 2007، بتمويل ودعم تقني من مؤسسة روكفيلر ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس». ويعمل التحالف بشكل وثيق مع الحكومات في إفريقيا، والمنظمات المعنية بالزراعة وصغار المزارعين، من أجل بناء وتنمية ثورة إفريقية خضراء. ويسعى إلى الإسهام في تحقيق التمكين الاقتصادى لصغار المزارعين في إفريقيا وتحسين مستوى الأمن الغذائي، ومواجهة التحديات التى تؤثر فى قطاع الزراعة بإفريقيا.