في حركة لافتة، رفع مشجعو المغرب التطواني لكرة القدم، مناديل بيضاء، في مباراة فريقهم أمام الدفاع الجديدي، التي جرت أول أمس السبت، احتجاجا على الانطلاقة السيئة للفريق في الموسم الكروي الجديد، إذ أقصي مبكرا في كأس العرش، إثر خسارته بملعبه وأمام جمهوره أمام شباب أطلس خنيفرة المنتمي إلى قسم الهواة، كما أنه في ثلاث مباريات للبطولة لم يحرز إلا على ثلاث تعادلات فقط، ومازال إلى اليوم بدون فوز. وإذا كانت النتائج التي حققها الفريق التطواني أغضبت جمهوره الذي لا يتردد في مساندته ودعمه دون قيد أو شرط، فإن الطريقة الحضارية التي احتج بها هذا الجمهور، كانت لافتة للانتباه، وكشفت أن الأمر يتعلق بجمهور «متحضر» يعشق فريقه ويعرف كيف يوصل رسائله له. لم يهاجم الجمهور التطواني لاعبيه، ولا وجه لهم كلمات نابية أو رشقهم بالحجارة والقنينات، ولكنه احتج وهو يرفع مناديل بيضاء، ووصلت الرسالة، ومن المؤكد أن الطاقم التقني واللاعبين والمكتب المسير استوعبوها جيدا. لقد قدم جمهور المغرب التطواني درسا راقيا الموسم الماضي، بتنقلاته المستمرة مع الفريق، وبتشجيعه وبمساندته، ثم بحضوره الحاشد في مباراة الجولة الأخيرة أمام الفتح الرباطي، التي حسمها لصالحه بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وتوج بأول لقب للبطولة في تاريخه. واليوم، أبى هذا الجمهور إلا أن يقدم درسا جديدا، ويؤكد أن «تحضر» الجمهور لا يمكن أن يقتصر فقط على جمهور «البارصا» أو «الريال» وإنما أيضا على الجمهور المغربي الذي يعشق الكرة ويتفاعل معها، لكن فئات منه تخرج في الكثير من الأحيان عن النص، فتحول متعة الكرة إلى دم، لذلك، هناك اليوم نموذج جمهور المغرب التطواني، فيمكن لجماهير الفرق المغربية التي تغضبها النتائج أن تقلده في وسيلة احتجاجه الحضارية. أما النتائج التي يحققها المغرب التطواني هذا الموسم وانطلاقته المتعثرة، فمن المؤكد أنها ليست مفاجئة، ففي الموسم الماضي، كان الفريق أشبه ب»حصان أسود»، ولذلك فاجأ منافسيه بطريقة لعبه وبانتصاراته المتتالية، وبحضوره القوي، قبل أن ينهي الموسم في المركز الأول، بل إن مدربه عزيز العامري قال إنه منذ الجولة 13 عرف أن فريقه سيفوز باللقب. اليوم، تغيرت الصورة، فالمغرب التطواني هو الفريق البطل وجميع الفرق تعد العدة له، ومن المؤكد أنه سيواجه صعوبات كبيرة، خصوصا وأنه افتقد خدمات لاعبيه عبد الرزاق لمناصفي وأحمد جاحوح، كما أن كثيرا من المحللين يقولون «لا تخشوا الفريق البطل».