أكد عبد الرزاق لمناصفي، عميد فريق المغرب التطواني لكرة القدم، أن مباراة هذا الأخير الحاسمة مع الفتح الرباطي، ستفصلها جزئيات بسيطة، تتمثل بالأساس في التركيز الذهني ومدى الثقة بالنفس والإمكانات، مبرزا في السياق ذاته، أن المغرب التطواني يستحق الفوز بلقب بطولة هذا الموسم، نظرا للكرة الجميلة والعصرية التي يلعبها، والتي جعلت جماهير تطوان، متلهفة لمتابعة فريقها خلال منافسات هذا الموسم. وبخصوص مستقبله مع المغرب التطواني، أشار لمناصفي في حوار مع «المساء»، إلى أنه حان وقت الرحيل، على خلفية انتهاء العقد الذي يربطه بالإدارة التطوانية متم الموسم الجاري، حيث لم يتم التوصل لاتفاق بينه وبين مسؤولي تطوان حول تمديد ارتباطه بتطوان. و أبرز لمناصفي أن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس منح فرصة لاتعوض للاعبي البطولة المحلية، الذين عليهم إثبات ذواتهم وتأكيد أحقية لاعبي البطولة باللعب للمنتخب المغربي لكرة القدم. - لنتحدث أولا عن مباراة المغرب التطواني والفتح الرباطي التي ستحسم لقب البطولة، كيف تقرأ معطياتها؟ المباراة التي ستجمع بين المغرب التطواني والفتح الرباطي بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبدالله، الذي أعرف تفاصيله جيدا، هي مباراة نهائية ومباراة سد، الفريق الذي سينجح في تدبير متغيراتها، هو الذي سيفوز بهذه المباراة وبالتالي بلقب البطولة المغربية، في أول نسخة احترافية لها. مثل هذه المباريات تفاجئك بمستجدات وطوارئ، لا يمكن التخطيط لها جيدا، مثل طرد لاعب أو إصابة أخر أساسي، ويكون لها تأثير كبير على مجريات المباراة، لذلك فالفريق الذي سيحسن التعامل والتعاطي مع مستجدات المباراة هو الذي سيفوز بالمباراة. بالإضافة إلى ذلك فعامل الثقة في النفس وفي إمكانية الفوزهو الذي سيحسم المباراة لصالحه. - ألا ترى أن خيار التعادل المتاح أمام تطوان سيكون عامل ضغط على الفريق ناهيك عن الجمهور التطواني؟ لا بد من الإشارة هنا إلى أن فريق الفتح الرباطي له تجربة كبيرة على مستوى لعب المباريات النهائية، خصوصا خلال الموسم الماضي والجاري، حيث لعب نهاية كأس الاتحاد الإفريقي ونهاية « السوبر» الإفريقية، ونهاية كأس العرش، وهو بذلك يتوفر على تجربة في مثل هذه النوعية من المباراة، زيادة على غياب الضغط الكبير للجمهور، لكن في المقابل يبدو أن الضغط موجود على لاعبي الفتح، والدليل على ذلك هو دخولهم في مرحلة تركيز في المباريات الأخيرة. وبالمناسبة فقد التقيت ببعض لاعبي الفتح، بمناسبة معسكر المنتخب المحلي، ولاحظت رغبتهم الكبيرة في الظفر بلقب البطولة، والاستفادة معنويا وماديا من ذلك، وهذا الطموح لوحده يعد عاملا مؤثرا على التركيز. بخصوص المغرب التطواني فقد اكتسب اللاعبون ثقة كبيرة في النفس، والجمهور التطواني سيكون نقطة قوتنا وليس عامل ضغط علينا، لأنه جمهور متذوق، بات يعشق طريقة لعب الفريق، الذي يلعب كرة جميلة وعصرية، لذلك فهو يستحق اللقب، ولعل مباراتنا أمام الرجاء البيضاوي الأخيرة، أثبتت بالملموس، أن الفريق بات يتوفر على شخصية قوية كفيلة بأن تمنحه لقب البطولة، خصوصا أن المجموعة عازمة على اللعب بنفس الطريقة التي لعبنا بها أمام الرجاء البيضاوي مؤخرا. - في مثل هذه المباريات يجد اللاعبون أنفسهم وهم يدافعون دون إرادة منهم من أجل التعادل فقط؟ نحن واعون بهذا المعطى جيدا، وسنعمل على تجنبه في هذه المباراة، وسنهاجم حتى آخر دقيقة من المباراة، وسنبحث عن هدف السبق في الدقائق الأولى، لأن ذلك من شأنه أن يرفع الضغط عنا، ويزيد من منسوبه لدى لاعبي الفتح. اللعب الدفاعي غير مثمرفي الكرة العصرية، وبالنسبة لنجاح «تشيلسي» في عصبة الأبطال الأوروبية، فقد كان عامل الحظ حاسما فيه، لأنها لعبت بطريقة دفاعية مع الاعتماد على القليل من المرتدات الهجومية. نحن عازمون على اللعب بطريقة ظل المدرب العامري يرددها على مسامعنا بنصحنا بنسيان النتيجة الخاصة بالمباراة، والتركيز على اللعب. لكن هنا لابد من الاحتياط من لاعبي الفتح الرباطي الذين يتوفرون على مؤهلات جيدة، وبإمكانهم التسجيل في أي لحظة، ناهيك عن تجربة النهائيات التي راكموها والتي يتفوقون من خلالها على المغرب التطواني. - بعيدا عن مباراة الفتح وتطوان، كيف تقيم مسار المغرب التطواني خلال منافسات هذا الموسم؟ يمكن القول إن فريق المغرب التطواني راهن هذا الموسم على مجموعة من اللاعبين الشبان من أبناء مدرسة الفريق، وكسب الرهان، لأن هذه المجموعة الجديدة من اللاعبين كانت مهيأة من الناحية النفسية والذهنية، للاندماج سريعا داخل الفريق، واستوعبوا سريعا النهج التكتيكي للمدرب عزيز العامري، الذي كان طموحه يتحدد في بناء فريق للمستقبل، ولكن العمل المتواصل أثمر نتائج لم يكن ينتظرها أحد، ليتواصل العطاء بدعم الجمهور والمكتب المسير للفريق، خصوصا مع طريقة اللعب الجميلة التي يلعب بها الفريق، والتي جعلت الجماهير المغربية، تقول إن تطوان تستحق اللقب. بالمناسبة لايسعني إلا أن أعبر عن سعادتي بإنجازات الفريق التطواني، الذي حظيت بحمل شارة قيادته هذا الموسم، وأتمنى أن أقوده نحو التتويج بأول لقب للبطولة في تاريخه، وإهدائه للجماهير التطوانية، التي أشكرها بالمناسبة على كل الدعم الذي قدمته للاعبي فريقهم. - ما ذا عن مستقبلك هل ستواصل مع تطوان؟ أعتقد أنه حان وقت الرحيل، فعقدي مع تطوان ينتهي متم الموسم الجاري، وكنت قد جالست مسؤولي الفريق، لكننا لم نتوصل لاتفاق بخصوص التفاصيل الخاصة بتجديد الارتباط. هذه هي سنة كرة القدم، لقد لعبت مع النادي القنيطري وبعد ذلك مع الجيش الملكي، حيث حظيت بشرف اللعب مع لاعبين كبارداخل الفريق العسكري، وفزت بألقاب كثيرة معه، وبعد ذلك قضيت موسما ونصف مع تطوان، كان هذا الموسم الجاري استثنائيا في مساري الكروي كلاعب، وكل ما أتمناه هو أن يتوج بالفوز بلقب البطولة المغربية، لأن ذلك سيجعلني أشعر بسعادة مزدوجة كعميد للفريق التطواني، الذي بات يتوفر على لاعبين متميزين قادرين على سد الخصاص، الذي يمكن أن يتركه رحيل مجموعة من اللاعبين عن الفريق. - هل يمكن أن تطلعنا عن وجهتك المقبلة؟ لقد تلقيت العديد من الاتصالات من مجموعة من الفرق المغربية، لكنني كنت أرد عليهم بالتأكيد على أنني مرتبط بعقد قانوني مع إدارة فريق المغرب التطواني، حتى متم الموسم الحالي، لذلك فأنا كلاعب محترف لن أكشف عن تفاصيل انتقالي حتى نهاية ارتباطي بالفريق التطواني. وفي الوقت الحالي، فأنا أركز على مباراة الفريق القادمة والمصيرية من أجل الظفر بلقب البطولة، وبعد ذلك قد يأتي التفكير في المرحلة المقبلة من مساري. وفي الغالب لن أغادر المغرب، لأن مستوى البطولة المغربية حقق طفرة نوعية، خصوصا مع الحضور الجماهيري الكبير والنقل التلفزي للمباريات، وأيضا المتابعة الإعلامية الكثيفة للبطولة المغربية، التي ستتحسن خلال الموسم الثاني من تطبيق الاحتراف. - لمناصفي بالمنتخب المحلي المغربي، كيف تقرأ الأمر؟ إنها ليست المرة الأولى التي يتم استدعائي فيها للمنتخب المغربي، لكن سوء الطالع لازمني كثيرا، حيث كلما دعيت للمنتخب، إلا وحصل تغييرعلى مستوى الطاقم التقني للمنتخب، وهي أمور واردة في الكرة كما في الحياة اليومية. سعدت كثيرا بدعوة المدرب البلجيكي غيريتس، الذي استفدنا منه كثيرا كلاعبين محليين خلال المعسكر الأخير، واكتشفت أنه مدرب كبيرمن خلال العديد من التوجيهات التي كان يقدمها لنا. وبالمناسبة فدعوة غيريتس للعديد من لاعبي البطولة المغربية لتعزيز منتخب الكبار، يعد فرصة لا تعوض بالنسبة للبطولة المغربية، على هؤلاء اللاعبين الثقة في النفس، وتقديم الإضافة وتكريس التميز، من أجل فتح أبواب المنتخب وجعلها مشرعة أمام أجيال قادمة من اللاعبين المحليين. إن الخوف والشك هما العاملان اللذان يؤثران على اللاعب المحلي مع المنتخب المغربي، لذلك وجب التركيز على هذه الثنائية كعائق أساسي من أجل تجاوزه بالثقة في النفس وفي القدرات والمهارات الموجودة عند لاعب البطولة المغربية.