لم يكن إحراز المغرب التطواني للقب البطولة المغربية لكرة القدم سهلا، فقد احتاج الفريق إلى بذل مجهود كبير طيلة الجولات الثلاثين، ليتسنى له التربع على عرش البطولة. مر الفريق بلحظات صعود ونزول لكن خمس محطات كانت حاسمة في طريقه إلى التتويج باللقب.
الجولة 26
كانت مباراة الرجاء والمغرب التطواني التي جرت بملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء، ضمن منافسات الجولة 26 من البطولة «الاحترافية»، بمثابة منعرج حاسم في الصراع حول اللقب. جاء الفريق التطواني إلى مدينة الدارالبيضاء، وهو يراهن على تجنب الخسارة والخروج بنتيجة التعادل ليبقي على حظوظه قائمة، لكن المغرب التطواني سيقلب الطاولة على الرجاء في اللحظات الأخيرة، عندما تمكن في الوقت بدل الضائع من تحويل التعادل إلى فوز بهدفين لصفر، أحرزهما زيد كروش وعبد الرزاق لمناصفي في الوقت بدل الضائع من المباراة. ضرب المغرب التطواني بهذا الفوز عصافير كثيرة بحجر واحد، فقد أزاح الرجاء من التنافس على اللقب، واحتل لأول مرة صدارة البطولة بعد أن رفع رصيده إلى 49 نقطة، مبتعدا عن الفتح المتعادل أمام اتحاد الخميسات (0-0) بنقطة واحدة، كما أصبح على مرمى حجر من التتويج لأول مرة. الجولة 17
عندما حسم فريق المغرب التطواني المباراة التي جمعته بالنادي المكناسي في الجولة 17 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم لصالحه بهدف لصفر، أدرك المدرب عزيز العامري أن بمقدور فريقه التنافس على اللقب. لم يكن الفوز في هذه المباراة سهلا، فالنادي المكناسي ظهر بوجه جيد وكان قريبا من حسم المواجهة لصالحه، لكن لاعب الفريق عبد الرزاق لمناصفي نجح في قيادة فريقه لتحقيق الفوز، إثر نجاحه في إحراز ضربة جزاء في الدقيقة 76 من المباراة. يقول العامري:»وضعت اللاعبين تحت ضغط الفوز باللقب منذ هذه المباراة، وهو الأمر الذي منحهم قوة ذهنية انعكست إيجابا على أدائهم في المباريات».
الجولة 20
مع اشتداد التنافس على المراكز الأولى ورهان المغرب التطواني على تذويب الفارق للصعود إلى المركز الأول، كان على الفريق إحراز الفوز سواء داخل ملعبه أو خارجه. في مباراة التطوانيين أمام الدفاع الجديدي بملعب العبدي بالجديدة، بحث الفريق عن تحقيق الفوز، ونجح في ذلك، عبر هدف أحرزه لاعب الدفاع الجديدي محمد جواد خطأ في مرمى فريقه. منح هذا الفوز للتطوانيين دافعا قويا لمواصلة التنافس على لقب البطولة، بل إنه كان أشبه بإعلان صريح عن رغبة الفريق في التتويج.
الجولة 29
لم يكن من خيار أمام المغرب التطواني وهو يستضيف فريق وداد فاس الذي كان مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، إلا تحقيق الفوز ليستمر في صدارة البطولة، ويكون في حاجة إلى نتيجة التعادل فقط في مباراة الجولة الأخيرة. أمام حضور جماهيري ملأ جنبات ملعب سانية الرمل بتطوان، بدأ وداد فاس المباراة بشكل قوي، بل وفرض حضوره القوي وحصل على ضربة جزاء في الدقيقة 15 كان من شأنها أن تقلب المباراة رأسا على عقب، لكن عثمان بناي لاعب الفريق أضاعها، قبل أن يتحرك هجوم المغرب التطواني ويحرز زيد كروش الهدف الأول من ضربة جزاء في الدقيقة 45، ثم يسجل عبد الكريم بنهنية الهدف الثاني في الدقيقة 86. حافظ التطوانيون على الصدارة، وأصبحوا في حاجة إلى نقطة التعادل في مباراتهم الأخيرة أمام الفتح الرباطي في الجولة الأخيرة.
الجولة 30
جاءت مباراة الفتح الرباطي والمغرب التطواني أشبه بنهائي كأس، خصوصا أنها تجمع بين المتصدر ومطارده. دخل الفتح المباراة وهو في حاجة إلى نتيجة الفوز ليبقي على اللقب بالرباط، بينما كان المغرب التطواني بين خياري التعادل أو الفوز لحسم اللقب. لم يفوت المغرب التطواني الفرصة ونجح في تحقيق الفوز بهدف لصفر عن طريق هدف للاعبه عبد الكريم بنهنية في الدقيقة 51 من الجولة الثانية. أنهى المغرب التطواني الذي كان مساندا بالآلاف من جماهيره المباراة فائزا، ليتربع على عرش البطولة برصيد 51 نقطة، ويحرز أول لقب للبطولة في تاريخه.