عاد عبد الإله بنكيران إلى مهاجمة من أسماهم «المشوشين»، الذين يروجون الإشاعات من أجل «التشويش» على عمل حكومته. وأضاف بنكيران، في افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي لحزب المصباح أول أمس بوجدة، أن آخر هاته الإشاعات تلك التي تتحدث عن نية الأمين العام لحزب الاستقلال، دون ذكر اسمه، الإطاحة بالحكومة، قائلا إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة. واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن التشويش لم يتوقف منذ تقلده مسؤولية رئاسة الحكومة، بدءا بإشاعة تنازل رئيس الحكومة للملك عن صلاحياته وانتهاء بإشاعة تكلف ملك السعودية بمصاريف عمرته الأخيرة، التي اعتبرها مساسا بسيادة المغرب. كما عبر بنكيران عن صدمته لاتهامه بالاستعداد للقيام بانقلاب على المل؛، مشيرا إلى أن المشوشين على عمل الحكومة هم «أولئك الذين يخافون من نجاحها ويرفضون تغيير الأوضاع ويقاومون الإصلاح». من جهة أخرى، تحدى بنكيران زعماء ما وصفه ب«الحزب الذي يدعي بأنه حزب الملك»، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، «أن يعلنوا عن موقفهم بصراحة، أمام الشعب، من النظام الملكي». ولم تفت بنكيران الإشارة إلى تصريحات بعض رؤساء الأحزاب مثل صلاح الدين مزوار، الذي طلب له الهداية، وقال عنه إنه «ترأس حزبا ولم تكن له علاقة بالرئاسة»، منتقدا التصريحات التي طالب فيها مزوار بالإسراع بالتخلص من حكومته، واتهمه ب«زرع عدم الثقة في المغرب عبر تصرفات غير لائقة». وذكر بنكيران بظروف ظهور حزب الأصالة والمعاصرة، الذي وصفه ب«الحزب المعلوم»، وتشكله من مختلف الأحزاب والتيارات، والذي «صنعت له انتصارات وغطى مساحات في انتخابات 2009، وصنع جروحا مؤلمة، بما في ذلك مدينة وجدة، لكن جاء ما لم يكن في الحسبان». وذكّر بنكيران بالربيع العربي، الذي عصف بالأنظمة الدكتاتورية، فيما اختار المغرب طريقا آخر مسنودا بالأحزاب السياسية وبالنقابات الأكثر تمثيلية، مضيفا أن تظاهرات الشعب السلمية، التي أعطت الدستور الجديد والاستحقاقات مكنت حزب العدالة من الفوز ب107 مقاعد، وهو انتصار للشعب، يقول رئيس الحكومة. وفي الأخير، طلب بنكيران من الوجديين أن يوصلوا رسالته إلى عبد العزيز أفتاتي، الذي غاب عن المؤتمر لتواجده بطنجة لدعم المترشحين للانتخابات التشريعية الجزئية، بأن «يلتزم الحكمة والهدوء والتأني وألا يمنح المبررات للخصوم ليتمكنوا من تعكير مسيرة إصلاحات الحكومة، التي تتطلب وقتا ونضجا ونفسا». إلى ذلك، عرفت كلمة بنكيران العديد من الانقطاعات بسبب احتجاجات طلبة خريجي المعهد الصحي بوجدة والمعطلين والمعاقين والطلبة الأطباء بكلية الطب والصيدلة بوجدة. إذ تعالت شعارات المحتجين التي قوبلت بشعارات مضادة من قبل مناضلي الحزب، ولم تتمكن القاعة من استعادة هدوئها إلا بعد أن وعد بنكيران باستقبال ممثلي جميع المجموعات المحتجة والتحاور معهم حول مشاكلهم.