اغتنم عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مناسبة انعقاد برلمان الاتحاديين صباح أمس الأحد، ل«تقطار» الشمع على عبد الإله بنكيران وحكومته؛ فيما أغفل الحديث عن الوضع الداخلي للاتحاد في ظل ضعف الإقبال على تسلم البطائق تحضيرا للمؤتمر، الذي حدد كتاريخ لعقده الأسبوعُ الأخير من دجنبر الذي يتزامن مع ذكرى اغتيال عمر بنجلون، من قبل الاتحاديين القدامى الذين رفض الكثير منهم تسلمها حتى لا يتحولوا إلى مجرد أرقام. واتهم الراضي الحكومة بعدم تنزيل الدستور وبوضعه في الخزانة، وقال في كلمته أمام المجلس الوطني إن الإصلاح الدستوري ما زال لم يتحقق، معتبرا أن معركة الحزب هي تفعيل ال188 فصلا من فصول دستور المملكة خلال الولاية التشريعية الحالية. وحسب الراضي، فإن حكومة بنكيران، التي تتمتع بسلطات لم يسبق لأي حكومة أن تمتعت بها، لم تتخذ قرارات أساسية، مسجلا قصورا في التشريع لديها جعلها تشتغل على مشاريع قوانين تركتها الحكومة السابقة، فيما تحرص على مواجهة التعديلات التي تقدمها المعارضة بالرفض والرفض المطلق، وقال: «هناك تعنت ورفض لكل ما يأتي من المعارضة». وقال الراضي إن تفعيل الدستور ليس حكرا على الحاكمين، وإنما يهم أيضا كل المغاربة، مشيرا إلى أن منهجية التوافق التي اتبعت في إعداد الدستور يجب أن تتبع في إعداد النصوص التنظيمية، لا أن تحتكر الأغلبية والحكومة هذا العمل. من جهة أخرى، كشفت مصادر حزبية أن التنافس على خلافة عبد الواحد الراضي، في منصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بات منحصرا بين فتح الله ولعلو، عمدة الرباط، والحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي، في ظل مخطط تم التحضير له وإلباسه لبوسا قانونيا للإطاحة بمحمد رضا الشامي، الوزير الأسبق في حكومة عباس الفاسي، الذي كان قد برز اسمه بقوة خلال الأشهر الماضية كمرشح قوي لخلافة الراضي. وحسب مصادر اتحادية، فإن انقلابا قانونيا على الشامي تم التحضير له من خلال لجنة تفعيل الأداة الحزبية، يروم إبعاده نهائيا عن السباق نحو منصب الكاتب الأول، من خلال اشتراط توفر المرشح على أقدمية عشر سنوات داخل الحزب وداخل المكتب السياسي، وهو الشرط الذي لا يتوفر في الوزير الأسبق. وأفادت مصادر «المساء» أن التكتلات التي تجري بين الماسكين بالكثير من الخيوط داخل قيادة حزب المهدي بنبركة تسير في اتجاه جعل الطريق سالكة أمام ولعلو للظفر بمنصب الكاتب الأول، مشيرة إلى أن توجه قيادات في المكتب السياسي نحو تزكية ولعلو تصطدم بتمسك المالكي بترشحه، وكذا بالعمل الميداني وبالحملة الانتخابية التي يقودها إدريس لشكر في الأقاليم واضطرته إلى التغيب عن دورة المجلس الوطني المنعقدة أمس الأحد بالرباط بسبب وجوده بالجنوب، وهو إحدى القلاع الاتحادية التي يراهن عليها. إلى ذلك، اعتبر مصدر من المجلس الوطني أن الأجواء التي سادت خلال المؤتمر الثامن، الذي تم على شوطين، هي نفس الأجواء التي تسود حاليا؛ مستبعدا أن تنجح جهات داخل المكتب السياسي، لم يسمها، في الإبعاد التام للشامي عن مواقع المسؤولية، ملمحة إلى سيناريو فرض سعيد اشباعتو نفسه في تشكيلة المكتب السياسي خلال المؤتمر الثامن. وفيما يبدو الراضي من أكبر المتحمسين لعقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن، كشف ذات المصدر أن ولعلو والشامي يبحثان عن دعم قد يأتي من خارج الحزب. وفيما اعتبر أن كيفية معالجة قضايا تفعيل الدستور والملفات الكبرى هي المقاييس التي سيحكم من خلالها الاتحاد على عمل الحكومة، وجه نداء إلى الاتحاديين يقول فيه: «المؤتمر التاسع بين أيديكم أنتم صانعي النجاح، ومستقبل ومصير الحزب بين أيديكم»؛ مشيرا إلى أنه حاول اتخاذ كل التدابير لتجاوز الخلافات بشأن انتخاب الهيئات المسيرة للحزب لتمر في شفافية ويفتح صفحة جديدة هي صفحة المصالحة. إلى ذلك، تحول اجتماع المجلس الوطني في بعض أطواره إلى جلسة ساخنة، بعد أن انتفض عبد الحفيظ وشاك، عضو الفريق الاشتراكي في مجلس المستشارين في وجه الراضي حين حاول توجيه شكره إلى فريقي الحزب بالبرلمان، متهما إياه ب»الديماغوجية»، ومطالبا إياه بعدم ذكر اسم الفريق على لسانه. وبالرغم من محاولات تهدئة الأجواء، فإن وشاط استمر في هجومه متهما المكتب السياسي بتعيين رئيسة للفريق مهمتها الرئيسة هي «امتطاء الطائرات»..