تمكن مواطنون وفعاليات جمعوية ومنتخبون، ليلة أول أمس، من نسف وليمة انتخابية أقامها مستشار برلماني بمقر إقامته بالقنيطرة، ودعا إليها عددا من أعضاء مجلس الجهة المنتمين لإحدى الغرف المهنية، تحضيرا للاستحقاقات، التي ستجرى يوم غد الخميس، والخاصة بانتخاب رئيس مجلس جهة الغرب الشراردة بني احسن. وحاصر العشرات من الأشخاص فيلا المستشار المذكور بحي بئر الرامي، للتعبير عن رفضهم عقد وليمة لفائدة رئيس فريق برلماني معروف بتدخلاته وحسمه نتائج التصويت بالجهة، باستعمال وتوظيف أساليب تعتمد على استمالة أصوات الناخبين بطرق مشبوهة، حماية للوبي الفساد السياسي والإجرام الاقتصادي والغابوي بمنطقة الغرب. وشوهد المدعوون وهم يفرون إلى وجهات مختلفة، بمجرد ما تناهى إلى علمهم وجود مجموعة من المواطنين بمحيط الفيلا يستعدون للاحتجاج والتظاهر أمام محل الوليمة الانتخابية خوفا من الفضيحة والملاحقات الأمنية والقضائية، خاصة أن عناصر من السلطات الأمنية والإدارية تابعت ما حصل، وأعربت لبعض المحتجين عن استعدادها لوقف وملاحقة أي تجمع تشتم منه استمالة أصوات الناخبين الكبار، وفق مصادر مطلعة. وكانت عدة جهات قد طالبت إدريس الخزاني، والي الجهة، الذي لم يحسم بعد في تاريخ إجراء هذه الانتخابات، باستنفار مختلف المصالح التابعة له، لمتابعة الخروقات الانتخابية، وتسجيل المتورطين فيها، وقطع الطريق أمام سماسرة الانتخابات، الذين تعودوا على المتاجرة في مختلف العمليات الانتخابية. وفي سياق متصل، تدور في الكواليس حرب ضارية بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة من أجل الظفر برئاسة مجلس جهة الغرب الشراردة بني احسن. ويخشى المكي الزيزي، الأمين العام الجهوي لحزب «الجرار» بجهة الغرب، والرئيس الحالي لمجلس الجهة، والذي حجز القابض البلدي مؤخرا على التعويض الذي يتلقاه عن هذا المنصب بسبب قيمة الضرائب المتراكمة عليه، من أن يتأثر ترشيحه لولاية ثالثة لهذا المنصب بتبعات دعوى النصب، التي رفعها ضده أحد المستثمرين بالقنيطرة، بعدما اتهمه هذا الأخير باستغلال نفوذه كرئيس لمجلس الجهة من أجل التهرب من تنفيذ أحكام القضاء، رغم نفي هذا الأخير لكل تلك الاتهامات، حيث اعتبرها، في تصريح سابق ل«المساء»، مجرد محاولة من خصمه لنيل أشياء بدون وجه حق، مؤكدا أنه رفع هو أيضا عبر محاميه دعوى ضد المستثمر المذكور يتهمه فيها بالوشاية الكاذبة، ويطالب فيها بجبر الضرر الناتج عن الشكاية. واستنجد الزيزي، بحليفه الاستراتيجي إدريس الراضي، القيادي في حزب الاتحاد الدستوري، من أجل حشد الدعم له ومساندته في انتخابات تجديد مكتب مجلس جهة الغرب الشراردة بني احسن، للإبقاء على حظوظه كاملة في مواصلة قيادة مكتب الجهة، رغم أن عدد الأعضاء المنتمين لحزب «البام» بمجلس الجهة لا يتعدى رؤوس الأصابع.