في خطوة تصعيدية جديدة، باشر أنصار عبد الواحد الفاسي، المرشح الأسبق لمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال، تحركاتهم لمقاضاة حميد شباط، الأمين العام المنتخب يوم الأحد الماضي، بتهمة «التزوير» بعد أن اكتسح أنصاره مقاعد اللجنة التنفيذية ال26. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة بأن أنصار الفاسي شرعوا، ابتداء من يوم أمس الثلاثاء، في سلوك طريق القضاء الإداري بتنصيب محام لرفع هذه الدعوى القضائية ضد شباط. واتهم رشيد أفيلال، أحد نواب محمد الأنصاري، رئيس مكتب رئاسة المؤتمر السادس عشر، الأمين العام الجديد للاستقلال ب«تزوير» انتخابات اللجنة التنفيذية، واصفا إياها، في تصريحات أدلى بها ل«المساء»، ب«غير القانونية»، وقال في هذا السياق: «كان هناك تزوير وخروقات في مسطرة انتخاب أعضاء اللجنة». وحدد أفيلال هذه «الخروقات»، حسب قوله، في «إلغاء الكاميرا التي كانت مخصصة لمراقبة الناخبين والتحقق من هوياتهم، وطرد الشركة التي كانت مكلفة بالتأكد من هويات أعضاء المجلس الوطني من خلال بطائق ممغنطة». من جهة أخرى، رصد أفيلال مجموعة من الخروقات التي شابت عملية التصويت، من أبرزها تصويت أكثر من عضو من أعضاء المجلس الوطني بأصواتهم لثلاث مرات، وتصويت أعضاء آخرين لا يمتلكون صفة العضوية في برلمان الحزب، مشيرا إلى أن الأصوات التي تم التصريح بها، والبالغ عددها 620 صوتا، تثبت أن تزويرا وقع في العملية الانتخابية، إذ كان عدد «الناخبين» في حدود 510 باحتساب أنصار شباط ال478 وما تبقى من أنصار الفاسي. وفيما ينتظر أن يدخل الصراع بين شباط والفاسي مرحلة جديدة باللجوء إلى القضاء، حقق عمدة فاس اكتساحا للجنة التنفيذية بعد أن ضمن لمؤيديه في اللجنة التنفيذية السابقة مقاعدهم، ويتعلق الأمر بكل من: حمدي ولد الرشيد وعبد القادر الكيحل وتوفيق احجيرة وكريم غلاب وعبد الصمد قيوح وعبد السلام اللبار ونور الدين مضيان وبوعمر تغوان وعبد الله البقالي ومحمد الأنصاري وياسمينة بادو وعادل بنحمزة. في الوقت الذي مكن فيه أعضاء آخرين من عضوية اللجنة لأول مرة، ويتعلق الأمر بكل من عادل بنحمزة ولحسن فلاح ورحال المسكيني وفوزي بنعلال ومحمد الموساوي ومحمد سحيمد، بالإضافة إلى ست نساء هن: نعيمة رباع وياسمينة بادو وكنزة الغالي ومريم ماء العينين ومينة غلام وزبيدة فنيش. بالمقابل، ضمت اللجنة التنفيذية لائحة شابة ضمت كلا من فؤاد القادري ومحمد ولد الرشيد ومحمد سعود. إلى ذلك، سارع شباط إلى جمع أعضاء اللجنة التنفيذية في لقاء مغلق على مأدبة غداء أقيمت، زوال أمس الثلاثاء، في بيت حمدي ولد الرشيد بالرباط، لوضع خريطة طريق عمل الفريق الذي سيعمل معه للسنوات الأربع القادمة. وكشفت مصادر مقربة من شباط أن هذا الأخير سيقدم خلال الأيام المقبلة على زيارة رؤساء الأحزاب السياسية بدون استثناء، مشيرة إلى أن زعيم الاستقلاليين الجديد يمد يده إلى الجميع ومستعد للتعاون وفتح صفحة جديدة مع كل الفرقاء. من جهة أخرى، كشفت المصادر ذاتها أن النقاش الذي أثارته تصريحات شباط بشأن المطالبة بتعديل حكومي يسير في اتجاه ضرورة أن تمر تلك المطالبة عبر أجهزة الحزب، وأن يتم إخراجها كاقتراح صادر عن تلك الأجهزة بناء على المشاورات التي يمكن أن تكون داخل الأغلبية الحكومية. وحسب المصادر، فإن القيادة الاستقلالية الجديدة تحرص على الحضور السياسي لوزراء الحزب الستة، خاصة في ظل ضعف ذلك الحضور في الحكومة الحالية، وغياب منسق لهم ووجود صراع بين الوزير نزار البركة، بحكم قربه من الأمين العام الأسبق عباس الفاسي، وزميله محمد الوفا، بحكم أقدميته؛ وأشارت مصادرنا إلى أن حزب الاستقلال داخل حكومة بنكيران يعاني من غياب أسماء من العيار الثقيل بمقدورها الدفاع عن الحزب في القضايا الكبرى.