كشف الحسين الوردي، وزير الصحة، أرقاما «مخيفة»، في لقاء صحافي نظمه خلال إعطائه الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للكشف عن فيروس نقص المناعة المكتسب، المعروف ب»السيدا»، تفيد أن نسبة 80 في المائة من حاملي هذا الداء ليس لهم علم بإصابتهم، موضّحا أن ذلك يشكل عاملا أساسيا لانتشار العدوى، في ظل غياب الكشف المبكر عن المرض. في حين كشف تقرير برنامج الأممالمتحدة الخاص بداء فقدان المناعة المكتسب (السيدا) أن عدد المتعايشين مع هذا الداء في المغرب يُقدَّر ب30 ألف شخص في سنة 2011، رقم يؤكده المهتمون بهذا الشأن، حيث أإن أغلب المرضى يجهلون إصابتهم بهذا الداء الفتّاك. وحسب إحصائيات وزارة الصحة، فإن عدد مرضى الداء المصرّح بحالاتهم مع نهاية 2011 بلغ ما يقارب 6500 حالة، أكثر من 2200 منهم حاملون للفيروس، وأكثر من 4000 مصابون بالمرض، بزيادة 750 إصابة في الفترة الممتدة ما بين فاتح يناير و31 أكتوبر 2011. ويتم حاليا علاج 4 آلاف شخص في مراكز للتكفل بالسيدا. وأثبتت الإحصائيات أن 85 % من حالات الإصابة بالسيدا انتقلت إليها العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، فيما 2 % فقط تمت عن طريق المخدرات، و2% عن طريق العلاقات المثلية. ومن جهة أخرى، تتراوح أعمار 82 % المصابين بما بين 15 و44 سنة، 48 % منهم نساء. وتبلغ نسبة المصابين بالمرض في المدار الحضري 78 %، مقابل 7 % في المجال القروي، تتركز أكبر نسبة في جهة سوس ماسة درعة، حيث يبلغ عدد المصابين بها 27 % من مجموع المرضى في المغرب، تليها جهة مراكش تانسيفت الحوز، بنسبة 19%، وجهة الدارالبيضاء الكبرى، بنسبة 12 %. وقد انتهجت وزارة الصحة إستراتيجية للوقاية من مرض السيدا، رصدت لها ميزانية تقدَّر ب19.5 مليون درهم سنويا، ستعرف ارتفاعا في الفترة الممتدة ما بين 2012 و2016، إضافة إلى دعم الصندوق العالمي لمكافحة السيدا، والذي يبلغ 43.5 مليون دولار على مدى خمس سنوات.. وتسعى إستراتيجية الوزارة الى تعزيز جودة التكفل الشامل بالمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب، والذي يجمع بين الرعاية الطبية والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي، علاوة على التقليص من خطر انتقال الفيروس من النساء الحوامل المصابات إلى أطفالهم، وكذا خفض عدد وفيات الأمهات المرتبطة بفيروس نقص المناعة المكتسب، إضافة إلى خفض نسبة انتقال الفيروس بمعدل 50 في المائة.