تظاهر مئات من خريجين وطلبة معاهد تكوين الأطر في الميدان الصحي، صباح أمس في الرباط، احتجاجا على مرسوم وزير الصحة، حسين الوردي، القاضي بإدراج شهادة «التقني المتخصص» في إحدى الشعب شبه الطبية، المُسلَّمة من طرف مؤسسات التكوين المهني المُعتمَدة، ضمن الشهادات التي تسمح للحاصلين عليها بالمشاركة في مباريات توظيف الممرضين المجازين من الدولةالمنظمة من طرف وزارة الصحة أو المراكز الاستشفائية الجامعية.
وهتف المحتجون بشعارات قوية ضد وزير الصحة، حسين الوردي، الذي اتهموه ب»المتاجرة» في القطاع الصحي وبفتح أبوابه أمام أصحاب المال والنفوذ من خلال الاستسلام لأصحاب المدارس الخاصة، رافعين شعارت من قبيل «الوردي: ديكاجْ»..
وقد تحولت الوقفة الاحتجاجية، التي عرفت تطويق قوات الأمن للبوابة الرئيسة للوزارة، إلى مسيرة احتجاجية حاشدة في اتجاه مقر البرلمان، رافقتها قوات الأمن، التي حاولت منع المحتجّين من مواصلة مسيرتهم إلى جوار مسجد السنة، والتي تزامنت مع مسيرة للأطر العليا المعطلة، قبل أن تفسح لهم المجال لمواصلة طريقهم نحو مقر البرلمان.
وطالب المحتجون بوضع نظام أساسي يليق بمهنة التمريض وبالعمل الجاد والفوري على إخراج هيئة وطنية خاصة بالممرضين وإدراج معادلة دبلوم السلك الأول لمعاهد تكوين الأطر في الميدان الصحي بإجازة التعليم العالي، مع ضرورة اعتمادة نظام «الإجازة -ماستر -دكتوراه» في معاهد التكوين، معبّرين عن رفضهم أيَّ حوار حول المروسم «المشؤوم»، كما وصفوه.
إلى ذلك، أكد نجيب عمراني، المتحدث باسم التنسيقية الوطنية لممرضي وخريجي وطلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي، أن «هذه الوقفة جاءت لنكشف للجميع أن الوزير يتلاعب بالقوانين، لأن إدماج القطاع الخاص لا يكون إلا بالمعادلة مع دبلومات التكوين المهني، في حين أن المغالطة التي يقوم بها الوزير هي أنه يريد إدماج القطاع الخاص مع الأطر العليا، وتطبيق ذلك هو خرق للدستور».
وأوضح عمراني أن «الوزير يعرف جيدا أنه يقوم بتغليط المغاربة حول التكوين في القطاع الخاص، فالمعاهد العمومية لا يمكن ولوجها إلا بانتقاء أوليّ على أساس النقط المحصل عليها في البكالوريا، ثم مباراة كتابية وشفوية، أما الدراسة فهي جد صارمة وتعتمد على دروس نظرية وتداريب مكثفة، إضافة إلى امتحان وطنيّ في نهاية التكوين ومباراة أخرى، وهو ما لا يمكن مقارنته مع القطاع الخاص، المعروف بالمتاجرة في الشواهد».
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه «إذا تم في السابق رفع الشارة الصفراء، فإننا اليوم نرفع الشارة الحمراء ونقول للوزير: «ديكاج»، كما أننا نعلن رفضنا القطاع لإدماج خريجي القطاع الخاص في الوظيفة العمومية، ونرفض ذلك بشكل قاطع، وهذا قرار جائر في حق المعاهد، في مختلف أنحاء المغرب، ونحن الآن نريد التحاور مع رئيس الحكومة ونرفض الحوار مع وزير الصحة، لأننا في حاجة إلى هيكلة قطاع التمريض والمنظومة الصحي بشكلعام».