عبد الرحيم ندير لم تعد التماسيح والعفاريت تفارق عبد الإله بنكيران أينما حل وارتحل، فخلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة برئيسة الباطرونا مريم بنصالح، يوم أمس الأربعاء، استفزت الأخيرة بنكيران قائلة: «فلتطمئن يا سيد بنكيران، ليست لدينا تماسيح وعفاريت في الاتحاد»، فأجابها رئيس الحكومة قائلا: «ليست لديكم عفاريت، لكن لديكم تماسيح كبرى». وحسب مصادر «المساء»، فإن قفشات بنكيران لم تكن سوى توطئة لدعوته أرباب المقاولات إلى توضيح موقفهم، قائلا: «عليكم في الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن تتكلموا معنا بلغة واضحة وصريحة؛ وعندما يكون هناك مشكل ما، يجب أن تطرحوه وتناقشوه معنا بشكل مباشر»، مضيفا أنه مستعد للرد على جميع الأسئلة والاستفسارات التي تهم مشاكل أرباب المقاولات مع الحكومة. وخاطب رئيس الحكومة أرباب المقاولات قائلا: «من حقكم أن تربحوا من مشاريعكم الخاصة، لكن ذلك يجب أن يكون في إطار القانون والشفافية والحكامة». وأضاف بنكيران: «يجب أن يكون أرباب المقاولات نموذجا ومثالا لباقي المواطنين، وبالتالي فهم مطالبون بأداء ضرائبهم واحترام القانون في كل جوانبه». واقترح رئيس الحكومة، كما جاء على لسان المصادر ذاتها، عقد لقاءات دورية مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وكذا مع المركزيات النقابية، موضحا أن رئاسة الحكومة تسعى إلى العمل مع الباطرونا والنقابات من أجل تشكيل لجنة للنزاعات تعكف على حل جميع المشاكل المرتبطة بالشغل. وأضاف بنكيران أن المغرب محتاج حاليا إلى مناخ من التوافق بين جميع الشركاء الاجتماعيين، مشيرا إلى أن تحقيق السلم الاجتماعي فيه قوة للمغرب، سواء اجتماعيا أو اقتصاديا. ويبدو أن الأزمة المالية التي يعيشها المغرب أرغمت عبد الإله بنكيران على الاستنجاد بدول أخرى للحصول على تمويلات تساعد في تخفيف الضغط على الميزانية، فقد كشف رئيس الحكومة، خلال اللقاء الذي جمعه بالباطرونا، أن حكومته تباشر منذ عدة أشهر اتصالات بمجموعة من الدول الإسلامية للحصول على تمويلات دون تفريط في الشركاء التقليديين للمغرب. ولم تستبعد بعض المصادر أن تكون من بين هذه البلدان قطر التي كانت علاقتها بالمغرب تشهد تشنجا خلال الفترة الماضية؛ فيما ذهبت مصادر مقربة من الحكومة إلى أن الأمر يتعلق بتركيا ودول إسلامية من جنوب غرب آسيا، معتبرة أن هذه البلدان تبقى الأقرب، في سياساتها وتوجهاتها، إلى الحكومة الحالية. واستغل بنكيران مسألة الأزمة المالية ليتطرق إلى الأعباء التي يتحملها صندوق المقاصة والتي تهدد بنسف الميزانية، قائلا لأرباب المقاولات: «ليس من المعقول أن تستمر الدولة في أداء ثمن قنينات الغاز عنكم». وأشار بنكيران، كذلك، إلى أن المغرب ضيع ال50 سنة الماضية في التركيز على قطاعات هشة، في الوقت الذي كان فيه من الممكن أن يصبح من البلدان المصنعة والمصدرة، خاصة مع وجود جميع الإمكانيات الضرورية لتحقيق ذلك.