فوجئ المرضى الذين حددت لهم مواعيد لإجراء العمليات بمستشفى محمد الخامس بطنجة، منذ يومين، بقرار الإدارة إغلاق قاعة العمليات إلى أجل غير مسمى، مع العلم أن عددا كبيرا منهم قادمون من مناطق خارج طنجة، كالقصر الكبير أو العرائش أو من قرى جهة طنجةتطوان، وحسب تصريحات وشكايات بعض المرضى فإن قرار الإدارة لم يراع الحالات المستعجلة من غيرها. وتوصلت «المساء» بشكايات من مواطنين ساخطين على قرار إغلاق قاعة العمليات، من بينها حالة لسيدة متوفرة على شهادتين طبيتين تؤكدان وجوب خضوعها لعملية جراحية مستعجلة لاستئصال «المرارة»، بالنظر لالتهابها، لكن إدارة المستشفى رفضت بشكل قاطع استقبالها. وحاولت «المساء» الاتصال بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، حسن قناب، لمعرفة موقف الوزارة الوصية من الموضوع، إلا أنه فضل إغلاق هاتفه، في حين لم تجد اتصالات الجريدة بالمستشفى للحصول على رأي مديره الجديد خالد أزروط، أو أحد مسؤوليه، بسبب غيابهم عنه نظرا لخوضهم لإضراب أمس الأربعاء، وهو الإضراب الذي قرر موظفو المستشفى خوضه احتجاجا على تردي أوضاعه، وسوء ظروف العمل به. وذكرت مصادر طبية من داخل المستشفى أن قرار الإدارة القاضي بإغلاق قاعة العمليات جاء بسبب حالتها المزرية التي لم تعد تسمح لها باستقبال الحالات في ظروف صحية سليمة، حيث إن جدرانها تعاني من تصدعات إلى جانب تسرب المياه داخلها، دون إغفال تقادم الأجهزة وتعرضها لأعطال متكررة، ما يشكل تهديدا لحياة المرضى أثناء العمليات. وأوضح المصدر الطبي نفسه، أن قرار الإغلاق أضحى «شرا لا بد منه»، وأضاف أن إدارة المستشفى بتنسيق مع وزارة الصحة، قررت الشروع في إعادة تأهيل قاعة العمليات الوحيدة في مستشفى محمد الخامس، غير أن إعادة افتتاحها لن تتم قبل سنة 2013. وحول الحاجة المستعجلة لبعض المرضى لعمليات جراحية، أوضح مصدر «المساء» أن إدارة مستشفى محمد الخامس بصدد إعداد قاعة عمليات مؤقتة لاستقبال تلك الحالات، غير أنه عاد وألقى باللائمة على باقي المستشفيات في المدينة، خاصة مستشفى محمد السادس الذي افتتح قبل بضع سنوات، إلى جانب مستشفيات أخرى في الجهة مثل مستشفى تطوان، والتي كان من المفروض، حسب المتحدث، أن تخفف الضغط «الهائل» الذي يعاني منه مستشفى طنجة، غير أنها على العكس من ذلك، ترسل أغلب الحالات المستعجلة وغير المستعجلة إلى هذا المستشفى. ويعيش المستشفى الإقليمي محمد الخامس في طنجة، على وقع مشاكل لا تحصى، دفعت مديره السابق إلى تقديم استقالته، ويأتي على رأس تلك المشاكل تردي بنايته وتقادم تجهيزاته وتعطلها بشكل متكرر، إلى جانب تفشي الرشوة والمحسوبية بين جنبات المستشفى، وغياب الأمن عنه.