انفصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس بشكل نهائي، بعد مخاض عسير وطول انتظار عقب توالي النتائج السلبية واستمرار تواضع مستوى المنتخب وتراجعه بشكل مهول. وجاء انفصال الجامعة مع غيريتس بعد انقطاع حبل الود بينه وبين الجماهير المغربية، خصوصا بعد الهزيمة القاسية وغير المنتظرة أمام المنتخب الموزمبيقي بهدفين دون مقابل، وهي الشرارة التي كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس وعجلت باتخاذ قرار الانفصال بعد تزايد الأصوات المطالبة برحيل البلجيكي عن محيط «الأسود» التي فقدت توهجها وباتت لقمة صائغة أمام كل المنتخبات بغض النظر عن تاريخها أو مستواها. وتم اتخاذ قرار إقالة غيريتس بعد الجلسة التي كانا طرفاها المدرب البلجيكي ورئيس الجامعة، على الفاسي الفهري، والتي تطرق خلالها الطرفان للبحث عن صيغة توافقية يتم بموجبها الانفصال، وهو القرار الذي تمت مناقشته خلال اجتماع المكتب الجامعي أول أمس ( السبت) بمقر الجامعة بالرباط. وذكر بلاغ للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على موقعها الإلكتروني أن الاجتماع الذي عقد بداية من الساعة السادسة شهد تداول وضعية المنتخب الوطني الأول اثر نتائجه الأخيرة. وكشف البلاغ ذاته أن النقاش كان صريحا ومسؤولا بخصوص القرارات المتعين اتخاذها لضمان استقرار المنتخب الوطني وتوفير كل حظوظ نجاحه وتوفقه على المدى القصير والمتوسط. وأشار البلاغ نفسه إلى أنه بموجب هذا الاجتماع قرر المكتب الجامعي إنهاء عقد غيريتس في إطار توافقي بعدما تم الارتباط به في نونبر 2010 بموجب عقد يمتد لأربع سنوات تنتهي صلاحيتها مع نهاية كأس العالم 2014. وتطرق البلاغ إلى كون الجامعة قامت باتصالات مع غيريتس أفضت إلى التوصل إلى اتفاق لوضع حد للعلاقة التي تربطهما بموجب ما أسمته ب«مفعول فوري»، معتبرا في السياق ذاته قيام الجامعة بفسخ العقد قبل أوانه بأنه جاء في وقت لم تعد تتوفر فيه الظروف الملائمة والمناسبة لإعداد وتهيئ المنتخب الوطني. وأكد البلاغ ذاته أنه تم الاتفاق بين الجامعة والبلجيكي غيريتس على فك الارتباط في إطار مسؤول وتوافقي قبل انقضاء المدة المتفق عليها في العقد اعتبارا لانتظارات الرأي العام الوطني وكل محبي ومشجعي « أسود الأطلس». وتناول المكتب الجامعي خلال الاجتماع ذاته، يضيف البلاغ، في موضوع اختيار ناخب ومدرب جديد للمنتخب الوطني، وهو ما أسفر عن تشكيل لجنة للبحث في اسم المدرب الأكثر قدرة على تولي المهمة خلال الفترة المقبل، عهد إلى عبد الإله أكرم، نائب رئيس الجامعة، مهمة رئاستها بهدف وضع مقترحات لعرضها على أنظار المكتب الجامعي. وطالبت الجامعة، من خلال البلاغ نفسه، الجماهير المغربية بمواصلة دعم المنتخب الوطني على غرار ما كانت تقوم به في السابق بغية مساعدته على ضمان التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2013 دون أن تفوتها الفرصة للتعبير عن متمنياتها للبلجيكي غيريتس بكامل التوفيق في حياته المهنية.
الفاسي «يعين بنكيران» رئيسا للجنة البحث عن مدرب المنتخب فجرت زلة لسان رئيس الجامعة، علي الفاسي الفهري، موجة من الضحك في صفوف الصحافيين عقب إعلانه عن تعيين عبد الإله بنكيران على رأس اللجنة التي ستوكل إليها مهمة البحث عن مدرب جديد خلفا للبلجيكي غيريتس. وتدارك الفاسي الموقف وقام بتصحيح الخطأ بالتأكيد على أن نائبه عبد الإله أكرم هو من سيترأس اللجنة، دون أن يعطي تفاصيل أكثر عن الموضوع، مكتفيا بالإشارة إلى أن الخبر سيتم تعميمه عن طريق بلاغ للمكتب الجامعي. وعلمت « المساء» من مصدر جامعي جيد الاطلاع أن اللجنة التي ستتباحث في اسم المدرب الوطني الذي سيتولى مهمة قيادة المنتخب تضم في صفوفها كلا من أحمد غيبي وحكيم دومو ونور الدين النيبت وعبد الحق السلاوي. وأوضح مصدرنا أن اللجنة ستقدم اسم المدرب الجديد للمنتخب على أساس أن يتم الإعلان عنه رسميا يوم الخميس المقبل، ومبرزا في السياق ذاته أنه سيتم الحسم في اختيار مدرب من بين أربعة مرشحين لتولي المهمة. وشدد مصدرنا على أن المدرب بادو الزاكي، الذي سبق له قيادة المنتخب إلى نهائي كأس إفريقيا خلال دورة 2004 التي احتضنتها الملاعب التونسية يعتبر أقوى المرشحين لتولي المهمة متبوعا بمدرب الجيش الملكي رشيد الطاوسي ومدرب الرجاء البيضاوي امحمد فاخر ثم مدرب المغرب التطواني عزيز العامري. وسيتم الإعلان عن اسم المدرب الجديد في أجل أقصاه ثلاثة أيام كما صرح بذلك مستشار الجامعة كريم عالم بهدف فسح المجال أمام المنتخب الوطني للتحضير الجيد والكافي لمباراة العودة التي ستجمعه بالمنتخب الموزمبيقي لحساب فعاليات الدور الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 المزمع تنظيمها بجنوب إفريقيا.