الرباط - م.الرسمي - م.الحجري عاش سجن الزاكي بسلا، الجمعة المنصرم، حالة استنفار بعد أن حاول معتقل ذبح سجين من جنسية فرنسية بشفرة حلاقة داخل المكان المخصص للاغتسال. وخلف هذا الحادث حالة هلع وسط المعتقلين بعد أن ساد الاعتقاد في البداية أن هذا الشجار له صلة بتداعيات الفيلم المسيء للرسول (ص)، قبل أن يتبين أن السجين «المعتدي» يعاني من خلل عقلي. ووفق مصادر مطلعة، فإن النزيل الفرنسي المتابع على خلفية ملف يتعلق بالمخدرات نجا من موت محقق بعد أن تفادى طعنة كانت موجهة إلى عنقه مباشرة، وأسفرت عن إصابته بجرح وصف ب «البسيط» تطلب رتقه غرزتين ، بعد أن تدخل عدد من المستخدمين والسجناء لإنقاذه، في الوقت الذي تم فيه شل حركة المعتدي الذي بدا في حالة غير طبيعية. وأكدت مصادر من داخل السجن أن النزيلين دخلا في مشاداة كلامية قام فيها الفرنسي بضرب المغربي بكأس فيما رد الآخر بطعنه بواسطة شفرة الحلاقة، بعد سلسلة نزاعات كلامية دارت بينهما في وقت سابق. وفي اتصال هاتفي, نفى حفيظ بنهاشم, المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشكل مطلق, أن تكون وراء الحادث دوافع دينية على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت عرض الفيلم المسيء للرسول، وقال إن المعتدي هو «مختل عقلي»، وإن إدارة السجن لديها أمر بإيداعه بمستشفى الرازي، غير أن هذا الإجراء تعذر بسبب ضيق الطاقة الاستيعابية للمستشفى. وعلمت «المساء» أن إدارة السجن المحلي الزاكي بسلا، ومباشرة بعد وقوع الحادث، حاولت تطويق الأمور من خلال إحداث تنقيلات للسجناء بين الأحياء الداخلية للسجن، في سرية تامة, مخافة تسرب الخبر، حيث تم نقل البعض من الجناح «م1» إلى الجناح (أ)، في محاولة منها لتفادي تكرار الحادث مستقبلا، كما أن مصالح الأمن بقيت خارج نطاق هذا الحادث الذي تم احتواؤه بسرعة، دون اللجوء إلى فتح تحقيق، وهو ما بررته مصادر من إدارة السجن بكون الأمر يتعلق بنزاعات تحدث بشكل اعتيادي بين السجناء. وأشارت المصادر نفسها إلى أن إدارة السجن نقلت المعتدي, الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها 20 سنة بعد إدانته في قضية قتل عمد, إلى «الكاشو» في انتظار إيداعه مستشفى للأمراض العقلية والنفسية.