أحمد بوستة فرضت السلطات الأمنية في مدينة الدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، طوقا أمنيا شديدا على محيط القنصلية الأمريكية خوفا من اقتحامها من قبل المحتجين الذين توافدوا إلى مقرها عصر أول أمس، فيما أحرق المحتجون العلم الأمريكي وأدوا صلاة العصر أمام مقر القنصلية. ومنع رجال الأمن العشرات من المواطنين -الذين قدموا مساء الأربعاء إلى مقر القنصلية الأمريكية للاحتجاج على عرض فيلم أمريكي مسيء إلى الرسول، عليه الصلاة والسلام، في ذكرى أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001 من الاقتراب من القنصلية. وأكدت بعض المصادر أن رجال الأمن اعتقلوا عددا من المحتجين الذين حاولوا اجتياز الطوق الأمني من أجل الوصول إلى مقر القنصلية. وقد استمر ذلك الطوق الأمني المضروب حول القنصلية الأمريكية إلى حدود أمس الخميس، حيث ركنت حوالي خمس سيارات لرجال الأمن أمام وبمحاذاة القنصلية، فيما جرى تحرير شارع مولاي يوسف، حيث يوجد مقر القنصلية، أمام وسائل النقل لتسهيل حركة السير والجولان في تلك المنطقة، وتفاديا لإغلاق هذا الشارع في وجه حركة السير، لأن ذلك يتسبب في خلق اكتظاظ وازدحام كبير في الشوارع المحيطة بالقنصلية. ونكست القنصلية الأمريكية في الدارالبيضاء، على غرار جميع القنصليات الأخرى، علم بلادها حدادا على مقتل السفير الأمريكي في بنغازي؛ ووجدت الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها وجها لوجه من جديد مع العالم الإسلامي الذي لم تقبل فئة عريضة منه سماح أمريكا بعرض الفيلم الذي يسيء إلى الرسول، عليه الصلاة والسلام، واعتبرت ذلك إهانة للرسول وللعالم الإسلامي بصفة عامة؛ لكن هذا الأمر لم يمنع بعض علماء الدين من استنكار مقتل السفير الأمريكي، مؤكدين أن ذلك لا يخدم قضايا الإسلام والمسلمين في العالم، كما أنه يعتبر بدوره إساءة أخرى في حق الإسلام. وبسرعة، أصدر المجلس العلمي الأعلى بلاغا عممته وكالة المغرب العربي للأنباء، استنكر فيه الفيلم الأمريكي الذي يهدف إلى الإساءة إلى شخص الرسول وتحريف مضمون رسالته المبنية على السلم والسلام والمحبة والوئام بين بني الإنسان، على اختلاف أجناسهم. واعتبر المجلس أن هذا «الفعل الشنيع» يدل على المكر وإرادة بث الفتنة٬ وعلى تجاهل المسؤولية الإنسانية التي تلزم جميع الأفراد والشعوب باحترام الديانات والمعتقدات والأفكار. وأكد المجلس العلمي الأعلى أن رد الإساءة لا يكون بالإساءة٬ ومقابلة الاستفزاز لا تكون بالعنف والجريمة٬ وإنما تكون بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن٬ وبالتفاهم بين حكماء العالم من جميع الشعوب والأديان٬ من أجل التشاور والتعاون على صيانة الحرمات وإقرار التفاهم بين البشر وتجنب أسباب التنافر والعدوان.