استنفر أعوان السلطة من شيوخ ومقدمين ورجال القوات المساعدة قوتهم مساء السبت الماضي، في منطقة المرينيين الشعبية بفاس، لانتشال جثة رضيع عثر عليه بالحي المحمدي بهذه المنطقة، غير بعيد عن مركز للولادة. وتم العثور على هذه الجثة وسط حاوية جديدة للأزبال قامت شركة «أوزون»، التي رست عليها صفقة التدبير المفوض لنفايات المدينة، بوضعها في عدد من الأحياء لمواجهة تراكم الأزبال في الأزقة والشوارع والمناطق الخضراء. وأثارت جثة هذا الرضيع التي عثر عليها أطفال صغار كانوا بصدد التخلص من النفايات المنزلية في هذه الحاوية صدمة لدى ساكنة المنطقة والتي تجمهرت بالعشرات لاستنكار الوضع. وقالت المصادر إن هذا الحي الشعبي، ومعه عدد من الأحياء المجاورة، يحتضن منازل لممتهنات الدعارة. كما أنه عرف، في الآونة الأخيرة، ب»انفلاته» الأمني. ويقطنه عدد كبير من السكان. وحسب المصادر، فإن تأخر رجال الأمن خلق متاعب كبيرة لرجال القوات المساعدة وأعوان السلطة، الذين كانوا في حالة استنفار لمواجهة صدمة المواطنين الذين حجوا بكثافة إلى «مسرح الجريمة». ولوحظ تغيب الشرطة العلمية عن «الحدث». وتم وضع الجثة في كيس بلاستيكي، ونقلت في سيارة لنقل الأموات. ويجهل ما إذا كانت السلطات الأمنية ستفتح تحقيقا للكشف عن ملابسات هذه الجريمة المرعبة، أم أنه سيتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات في انتظار دفنها مع العشرات من جثت الأطفال الصغار مجهولي الهوية في أحد أركان مقبرة باب فتوح الشعبية بالمدينة.