تم مساء الثلاثاء الماضي طي ملف عمليات السطو المتسلسلة التي استهدفت خلال عطلة عيد الفطر ست وكالات بنكية وهاتفية ومحلات تجارية، حيث تمت سرقة وتخريب بعضها، والعبث بمحتوياتها وأجهزة المراقبة داخلها. وتم الاهتداء إلى الشبكة التي روعت مدينة المحمدية بعد أن تمكنت الشرطة العلمية من الكشف عن هوية زعيم الشبكة، بفضل العثور على مادة الحمض النووي داخل قفاز أهمله داخل وكالة بنكية. حيث تمت مقارنته مع الحمض النووي الذي يعود لعدد من ذوي السوابق العدلية والمشتبه فيهم. فيما لا يزال البحث جاريا عن باقي المتورطين في مسلسل جرائم السطو، وكذا الجناة الثلاثة الذين نفذوا جريمة سرقة بالخطف. تعددت عمليات السرقة بالمحمدية، والتي راح ضحيتها صاحب محطة للوقود، كان قد توقف قبل شهر بسيارته أمام وكالة بنكية بشارع الحسن الثاني، حيث سرق ثلاثة شبان كانوا على متن دراجة نارية كبيرة، مبلغ 40مليون سنتيم من داخل سيارته وفروا في اتجاه المجهول، وكان الضحية يستعد للدخول إلى الوكالة من أجل إيداع المبلغ في حسابه الخاص. إعادة تمثيل مسلسل السطو أعادت الشرطة القضائية بالمحمدية، مساء يوم الثلاثاء الماضي، تمثيل عمليات السطو التي تعرضت لها وكالات بنكية وهاتفية ومطعم ومتجر راقيين خلال عطلة عيد الفطر، بعد أن فككت الشبكة التي نفذت هذه العمليات، واعتقلت زعيمها واثنين ممن ضبطت بحوزتهما بعض المسروقات، فيما لايزال البحث جاريا عن باقي شركائهم، وحجزت الشرطة بعض العتاد الذي استخدم في عمليات السطو (قناع، قفازات، آلة قلع كهربائية، مطرقة حديدية، أداة حديدية صلبة للحفر، منشار حديدي، مفكات براغي، شموع...). ومجموعة ألبسة كان الزعيم يرتديها عند تنفيذ عمليات السرقة، كما حجزت بعض المسروقات (حاسوبان نقالان، مفتاح إلكتروني، هواتف نقالة، وحدة مركزية). وكان الزعيم استهدف رفقة شركائه وكالة بنكية أولى، حيث دخلها عن طريق الكسر والتسلق وتعطيل أجهزة المراقبة، في غياب حراس للوكالة، واستولى على مبلغ ألفي أورو، ووحدة مركزية لحاسوب. كما دخل وكالة ثانية، عبر نافذة لم تكن مسيجة حديديا وبدون حراس، وعمد إلى تخريب أجزاء منها دون أن يتمكن من السرقة. كما اقتحم وكالة اتصالات وسرق منها 108 هواتف نقالة من الصنف الرفيع، واقتحم متجرا راقيا بدون سرقته، ودخل مطعما راقيا وسرق منه حاسوبا نقالا وهاتفا ومبلغ 9 آلاف درهم. واقتحم وكالة أخرى لشركة اتصالات وسرق منها 4 هواتف نقالة و5 هواتف ثابتة و10 مفاتيح للاشتراك في الانترنيت، وبطاقات للتعبئة وهاتف للتعبئة السريعة.
فقر الأسرة وراء احترافه السرقة أكد الزعيم، الذي له سوابق عدلية في السرقة وغيرها من التهم، خلال إعادة تمثيل عمليات السطو أنه كان يستعمل قفازين وكان يغطي وجهه بالكامل بقناع أسود عند دخول هذه المرافق، ويزيله بعد تعطيل أجهزة المراقبة. وأضاف أنه لجأ إلى السرقة من أجل مساعدة أسرته الفقيرة، موجها كلامه إلى المصورين وهو في لحظة غضب قائلا «لماذا لم تأتوا لتصورونني وأنا أموت جوعا أنا وأفراد أسرتي؟». وهو السؤال الذي فاجأ معظم الحاضرين، وكان يحكي بهدوء تفاصيل كل عمليات السطو التي نفذها، وكيف كان يفتح الأبواب والنوافذ والدواليب، وكيف أن مجموعة من المفاتيح وجدها داخل بعض الوكالات ويسرت عمله. وبدا من خلال التفاصيل الدقيقة التي حرس الزعيم على إبرازها، أنه خطط بإتقان لعمليات الاقتحام والسطو التي نفذها في ساعات متأخرة من الليل وبالشوارع الكبيرة بالمدينة (الحسن الثاني، الجيش الملكي)، وهي شوارع لا يمكن أن تكون فارغة من بعض الراجلين والسيارات. تصريح أمني قال عبد الغني فكاك، رئيس المنطقة الأمنية الإقليمية، إن جهود كل المصالح الأمنية كللت بالاهتداء إلى أفراد الشبكة، مشيرا إلى أنه تم اعتماد بحث ميداني عملي شمل تحريات مع مستخدمي الوكالات وآثار مسرح الجريمة، وحجز الأدوات المستعملة، وتحليل المعاينات والمشاهدات داخل وخارج الأماكن التي استهدفت. كما تم اعتماد بحث علمي من طرف الشرطة العلمية ومديرية الشرطة القضائية، استطاعت أن تحدد معالم المشتبه فيه، إذ تم استخلاص مادة الحمض النووي من قفازين لزعيم الشبكة كان قد أهملهما، وتمت مقارنتها بالمواد الحمضية التي تعود لبعض ذوي السوابق العدلية والمشتبه فيهم، ومن ثم الكشف عن هوية زعيم الشبكة. وعلمت «المساء» أن الزعيم كان يشاركه في كل عملية سطو شخص مختلف، وأن البحث جار عن شركائه. وحمل المهتمون بملف عمليات السطو بالمحمدية مسؤولي الوكالات والمحلات التجارية جزءا من المسؤولية عما وقع، مشيرين إلى أن غياب الحراسة وعدم تسييج بعض النوافذ بقضبان حديدية، وإهمال بعض الأموال خارج الصناديق الحديدية المعتمدة، سهل مأمورية الجناة.