تحكي ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بنعلي، لأول مرة، روايتها لما يعرف ب«ثورة الياسمين». في هذه الحلقة، تروي الطرابلسي تفاصيل يومها الأخير في تونس. تعود إلى الأحداث التي ميزت 14 يناير 2011. ترفض أن يقال إن زوجها هرب من مواجهة شعبه.كما تنفي الإشاعات التي تحدثت عن تهريبها أطنانا من الذهب من البنك المركزي التونسي وملايين الدولارات، وتكشف الذهول الذي أصاب بنعلي بعد تأكد إبعاده من تونس وتفاديها بمعية أسرتها متابعة القنوات التلفزيونية هربا من سيول الاتهامات والشهادات المزورة والحكايات المغلوطة والتصريحات المشينة التي انهمرت عليهم من كل حدب وصوب. لم ينف بنعلي يوما أنه دبر وقاد انقلاب 7 نونبر 1987. قدر حينها أن بورقيبة خرف وهرم وأن البلاد توشك أن تنهار، وكان لازما التحرك لإنقاذها. تكونت المجموعة، التي تكلفت بتنحية الرئيس الأول لتونس المستقلة، من 35 شخصا، وكانوا متفقين جميعهم على ضرورة عدم إراقة أي قطرة دم. اتفقوا أيضا على عدم تسريب أي معلومة بشأن ما كانوا يعتزمون القيام به. ولم أكن استثناء في هذا الاتفاق: بلغني نبأ الانقلاب في الوقت نفسه الذي علم به جميع التونسيين. رن هاتفي في تمام السادسة مساء. كانت المتصلة إحدى صديقاتي التي أخذت تصرخ بأعلى صوتها: «شغلي المذياع، شغلي المذياع». ضغطت على زر المذياع وإذا بي أسمع صوت بنعلي يعلن إمساكه بزمام السلطة ويعدد التزاماته تجاه تونس وشعبه. تقاطر أفراد أسرتي وأقارب بنعلي وأصدقاؤنا على بيتنا بعيد ذلك بوقت وجيز. وعندما كانوا يتبادلون التهاني، انزويت وحيدة خلف الدرج وأجهشت بالبكاء. بدت لي المسؤولية كبيرة ولا طاقة لي على تحملها، لأنني لم أكن مستعدة لمصير من هذا القبيل. وأسجل، للتاريخ، أن بنعلي كان يكن تقديرا واحتراما تامين لبورقيبة. أعتقد أنه سيظل يحس، طيلة حياته، بتأنيب الضمير، لإقدامه على تنحيته عن السلطة، رغم أن الوضعية كانت تستلزم ذلك. كان يعترف دائما، وأمام الجميع، دونما نقص، بكبر هامة هذا الرجل الذي حرر البلاد وأرسى قواعد تونس المستقلة. بعد أن نحاه عن الحكم، كان بنعلي يواظب على زيارته بانتظام. لم ينس يوما أن يحمل إليه «ياغورت»، الحامل علامة «صنع بفرنسا»، الذي كان يحبه كثيرا، والأقمصة المصنعة في سويسرا التي لم يكن يطيق ارتداء سواها من الثياب. اهتدى بنعلي أيضا إلى طريقة مكن بها الزوجة السابقة لبورقيبة، وإن حصلت على طلاقها من الرئيس السابق لتونس، من الاحتفاظ بجواز سفرها الدبلوماسي. وحتى عندما هب إليه الواشون يخبرونه بشأن الأراضي التي وزعتها السيدة الأولى في تونس سابقا على أسرتها وآل بني عمار وحجم أموالهم المودعة في البنوك السويسرية ودول أخرى، نهرهم بنعلي وقال لهم: «لقد طويت صفحة النظام السابق. لا يهم سوى ما يحدث في الوقت الراهن وليس ما حدث من قبل. كل من يرتكب جرما في مرحلة ما بعد 7 نونبر سينال جزاءه، لكنني لن أنتقم من الذين حكموا قبلي». وعلى هذا الأساس، لم يتعرض أي فرد من عائلة بورقيبة ولا حتى أفراد أسرة طليقته لأي متابعة ولم تسلب منهم ممتلكاتهم، سواء في الداخل أو في الخارج، ولم تمس شركاتهم الكبرى بأي سوء. حياتي كسيدة أولى أتذكر أن حفل زفافنا تم في أجواء ملؤها البهجة والسرور دونما أبهة ولا تفاخر. حضرته أسرنا وبعض أصدقائنا وضيوف آخرون، ضمنهم المحامي عبادة كيفي. غير أن زواجنا لم يضع حدا لمحاولات تفريقنا ومؤامرات خصومي لإشعال نار الخلاف بيننا. بعد وصول بنعلي إلى كرسي الحكم، كان يردد على آذانه أنه أساء اختيار شريكة حياته. قيل له أيضا إنه بات بعد أن أصبح رئيسا للبلاد، وأكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى «زوجة تشرفه وترقى إلى مقامه». ولولا الحب الذي يكنه لي زوجي ورحمة الله بي، لوجدتني ألقى أسوأ مصير بعد مرور أشهر قليلة على زواجنا. في البداية، اتخذنا الجناح المسمى «دار السلام» بقصر قرطاج، مقاما لنا، في الوقت الذي اختارت زوجته الأولى الإقامة في البناية الرئيسية للقصر. ذلك أن بنعلي كان يريد البقاء بالقرب من بناته، ولذلك اختار أن تقيم زوجته الأولى في القصر الرئاسي، وهو الأمر الذي دام سنوات عديدة. ومع ذلك، لم ألتق مطلقا طليقة بنعلي. وفي المقابل، كانت بناتي يطالبن برؤية أخواتهن من أبيهن ، وكنت أسمح لهن باستقبالهن في بيتنا. كانت الزوجة الأولى لبنعلي تعتبرني سارقة زوجها ومحتلة مكانتها في حياته. أكثر من ذلك، كان تقول إنني طعنتها في شرفها. وكان لزاما علي تقبل الأمر الواقع. وقد قال لي أحد إخوة كمال لطايف، عدوي اللدود، حين حل ضيفا علينا في حفلة أقمناها احتفالا بعيد ميلاد ابنتي نسرين ما يلي: «أنت لا تعرفين نعيمة. لا شك أنها ستشن حربا ضدك بلا هوادة إلى آخر رمق في حياتها». لقد كان محقا، وهو ما تبينته بوضوح في الأحداث الأخيرة. إذ لم نكد نصل إلى العربية السعودية قادمين إليها من تونس حتى انتشرت إشاعة الموت السريري لبنعلي في العالم انتشار النار في الهشيم. الصحافي الفرنسي نيكولا بو هو الذي نسج هذه الإشاعة وتولى عملية تعميمها على وسائل الإعلام. بعد أن تلقفت الإشاعة، بادرت الزوجة السابقة لبنعلي إلى الاتصال بنا. رفعت سماعة الهاتف لأعرف من المتصل. أدركت أنها نعيمة. كانت تريد أن تعلم حقيقة ما حدث للرئيس. كانت تبدو في عجلة من أمرها ولم تمهلني وقتا لأنبس ببنت شفة. ولذلك، فسحت لها المجال للحديث إلى أن أكملت كلامها، ثم قلت: «لا تقلقي الرئيس لا يعاني من أي شيء، وينعم بصحة جيدة. لماذا لا نتقرب من بعضنا البعض ونطوي صفحة الماضي ونفرغ قلوبنا من الحقد والكراهية». حينها علمت بأنني مخاطبتها، فأخذت تصرخ: «آه، أهذه أنت، ليلى الطرابلسي، سبب كل الكوارث التي حلت بنا». فهمت أخيرا أنها لن تسامحني ما حييت وأنها ستكرهني مدى الحياة. كمال لطايف.. المتعطش للحكم لم يتوقف كمال لطايف يوما عن محاربتي، ولم يفتر عن حبك المؤامرات تلو المؤامرات من أجل إخراجي من حياة بنعلي. لم يتوقف عن ملاحقتي إلى أن حدث الأسوأ في 14 يناير 2011. تعرفت على لطايف بعيد لقائي ببنعلي. قيل لي يومها إنه صديق مقرب منه، وإنه يكن حبا كبيرا للرئيس، ملك عليه قلبه، تماما مثل عاطفة النساء. انتقلنا ذات يوم إلى شقته بحي المنزه بغية مصالحته مع زوجته. فقد تشاجر معها مباشرة بعد عودتها من شهر العسل، وكان بنعلي يرغب في لعب دور الوساطة بينهما وإعادة الأمور إلى سابق عهدها بين الزوجين المتخاصمين. استغل بنعلي تلك الزيارة ليقدمني إلى صديقه. بقيت في الشقة نصف ساعة ثم تركتهما لوحدهما في حديث ثنائي رأسا لرأس. لا يمكن لأحد أن يعير اهتماما لهذا الرجل الثرثار عديم الثقافة. فقد كان البعض يفضل مناداته ب«كمال إِإِ»، لأنه عجز، ذات يوم، عن قراءة اسم ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، مكتوبا بالحروف اللاتينية، وعوض أن يقول: «الحسن الثاني» قال: «الحسن إِإِ». لم يكن أحد يتنبأ بأن رجلا بهذا الجهل سيخرق المراحل وسيفلح في تحويل نفسه إلى عنصر هام في هرم السلطة في تونس. لقد نجح في فرض اسمه كرجل سياسة في عهد نظام 7 نونبر وظل يرافق الرئيس كظله أينما حل وارتحل إلى أن حانت ساعة فراقهما سنة 1992. ورغم أنه لم يكن يتمتع بالكفاءة الضرورية لممارسة السياسة، فقد عمل على تكوين شبكة علاقات عنكبوتية في الأوساط النافذة في البلاد، خصوصا في ميداني المالية والسياسة، معتمدا في ذلك على علاقاته الوطيدة مع كبار رجال السياسة. توسعت شبكته لتشمل وزراء سابقين تحملوا المسؤولية في عهد نظام بورقيبة، أمثال الباجي القايد السبسي، ووجوه من المعارضة، واستطاع اقتحام السفارات الأجنبية المعتمدة في تونس وأوساط المال والأعمال إلى أن أصبح رجلا قوي الحضور في كواليس صنع القرار السياسي في تونس. كان يحرص على أن يظل بنعلي في حاجة دائمة إلى خدماته. كان يطمح إلى أن يصبح ساعده الأمن وأمين سره ومستودع ثقته. ولهذا السبب رأى في علاقتي ببنعلي وزواجنا عرقلة له وحائلا دون تحقيق طموحاته. وبما أنه خشي من أن يؤدي وجودي بجانب بنعلي إلى الحد من صلاحياته ويضيق دائرة تدخلاته، فقد قرر إخراجي من حياة بنعلي وطالب جميع أتباعه بعدم ادخار أي جهد يفضي إلى هذا الهدف. أحيانا يراودني إحساس بأن الكراهية الكبيرة التي يكنها لي لطايف ترجع إلى الحب الجارف الذي يكنه لبنعلي. وعلى هذا الأساس، تصبح جريمتي أنني سلبته الرجل الذي أحبه. لكن، بأي نوع من الحب يتعلق الأمر؟ أهو انتهازي أم مرضي؟ لم أستطع قط تحديد طبيعة هذا الإحساس الجارف، الذي انقلب التعبير عنه إلى رغبة في الانتقام و لو أضر ذلك بمصلحة البلاد كلها. ربما كان لطايف الأب يعرف جيدا من يكون ابنه كمال. ولا غرابة في أنه توفي ساخطا عليه. لقد حذر أكثر من مرة قائلا: «سيأتي يوم يتسبب فيه هذا الفتى في مأساة». لقد أودى به البغض الشديد الذي أبان عنه تجاه شخصي إلى إخراجه من دائرة المقربين من الرئيس في 1992. في تلك السنة، أقدم على سب الرئيس فأمر بسجنه بضعة أيام. وعكس ما يردده اليوم، فإنني لم أكن أعلم ساعتها بنبأ اعتقاله. والغريب أنه أفرج عنه ولم يمسسه أحد بسوء ولم تمتد الأيادي لأسرته. فقد قرر بنعلي، بشهامة، ألا يسلب من إخوته وأخواته الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، ولم يمس أعمالهم بسوء، ولم يكن يتردد في مد يد العون إليهم إذا اقتضت الضرورة ذلك. كما أن شركات لطايف كانت تحظى بأغلبية الصفقات العمومية في مجال البناء في تونس كلها. استبد اليأس بكمال لطايف بعد إبعاده عن القصر الرئاسي والدائرة المقربة من الرئيس. وهكذا، حاولت بشتى الطرق إقناع الرئيس بجدوى إعادته إلى القصر. وقد عمل على التقرب مجددا من الرئيس. إذ بعث إليه برسائل ساخنة وقام بخرجات صحافية عديدة للتعبير عن حبه للرئيس وافتخاره بصداقتهما. استمر على هذا المنوال، ولم يوقف محاولاته هذه إلا بعد أن استسلم لليأس وأيقن أنه لن يعود ألبتة إلى القصر الرئاسي ما دام بنعلي يجلس على كرسي الحكم في تونس. وضع حدا لجميع محاولاته الرامية إلى العودة إلى الدائرة الرئاسية قبل نحو سنتين من تاريخ رحيلنا عن تونس. يكفي الإنصات إلى أجهزة «الكاسيت» الذي عثر عليها بعد 14 يناير 2011، والمبثوثة سرا من قبل مواقع مختلفة على شبكة الإنترنت، لسماع لطايف وهو يعبر بثقة زائدة عن علاقته الوطيدة وارتباطه الشديد بالرئيس وعقيلته ويبدي أمله في العودة إلى مكانه السابق ضمن المقربين من الرئيس. ورغم أنني لا أصدق كلمة من جميع تصريحاته الملأى بالكلام المعسول، فلا أشك مطلقا في صدق تلك الأجهزة التي أرخت لتصريحات يبدو أن لطايف يحاول تناسيها، حتى إنه يحاول إيهام الجميع بأن تلك التسجيلات مفبركة ولا أساس لها من الصحة، وإنني أشهد بأن تلك التسجيلات حقيقية ولا مجال للتشكيك في صدقيتها. عندما أيقن لطايف أن بنعلي لن يتخلى عني وأنا أم لثلاثة من أولاده، قرر أن يصفينا. وهكذا، استمال جميع الوزراء الغاضبين وحساد الرئيس ومعارضيه، وجعلهم أصدقاءه المقربين. أبرم عقدا مع الشيوعيين وأتبعه عقودا أخرى مع المعارضين من جميع التيارات والانتماءات الإيديولوجية ولعب دور الجاسوس لصالح السفارات الأجنبية. وانتقل بعد ذلك إلى ترديد العبارة التالية في جميع لقاءاته وتأكيدها في حله وترحاله: «لقد بلغ السيل الزبى، ما عدنا نطيق صبرا على آل الطرابلسي»، حتى إنه لم يتردد في قول هذا الكلام لأقارب بنعلي، ومن بينهم علي السرياتي، رئيس الحرس الرئاسي، وصهره مروان مبروك. أغدق لطايف الأموال على الصحافيين، وكان مصدر كل المعلومات والأنباء الرامية إلى إبعادنا عن تونس، وأصبح بذلك العنصر الرئيس في المجموعة المتوافقة على الإطاحة بنظام بنعلي. استمر في تدبير المؤامرات تلو المؤامرات ضد بنعلي إلى غاية عشية 14 يناير. وقد اكتشفنا لاحقا أنه كان يستعد لطعن الرئيس من الخلف ويقدم نفسه في صورة الناصح الأمين، إذ كان من وراء اقتراح اسم أحمد فريع لتولي منصب وزير الداخلية في 13 يناير 2011. وغداة رحيلنا عن تونس، قام بخرجات إعلامية قال فيها: «أنا من صنع بنعلي في 7 نونبر، وأنا من أطاح به». وبعد وقت وجيز، شوهد كمال لطايف في الموكب الذي ضم الوجوه السياسية الجديدة في تونس. أكثر من ذلك، أملى على الباجي القايد السبسي، الوزير الأول في الحكومة التونسية المؤقتة التي تولت تدبير شؤون البلاد بعيد رحيلنا، الطريقة التي ينبغي أن يوزع بها المسؤوليات على الموالين له، والأسلوب الذي سيعتمد في اعتقال وزراء النظام السابق واستهداف أسرتي.
كيف أصبحت «حلاقة»؟ يقف كمال لطايف وراء الإشاعة التي تفيد بأنني مارست مهنة الحلاقة قبل لقائي ببنعلي. فما هي القصة الكاملة لهذه الإشاعة؟ كانت هناك سيدة تدعى روضة الماجري، التي كانت تحتال وتدعي بأنها ليلى الطرابلسي. عاشت في طرابلس بعد زواجها من أحد أقارب القذافي ويدعى قذاف الدم، وأنجبت منه ولدين قبل أن يطلقها وتعود إلى تونس. افتتحت أول صالون حلاقة لها في تونس في حي باردو، وبعد ذلك أصبحت عشيقة الشاذلي حامي، كاتب الدولة في الأمن الوطني (توفي في 2010). كانت تهوى المغامرات وتعمل جاسوسة، وسبق أن اعتقلت بتهم النصب والاحتيال وممارسة أنشطة التهريب. أرادت أن تفتتح صالون حلاقة ثانيا، والتمست من الشاذلي حامي أن يدعمها ويساعدها على افتتاحه. وتصادف أن الشاذلي حامي كان يشبه في هيئته الرئيس بنعلي وكان له أيضا صوت أجش تماما مثل الرئيس. ذات يوم، تلقى زوجي مكالمة هاتفية من مدير فندق أبو نواس: «سيدي الرئيس، صالون الحلاقة جاهز لتتسلمه». فوجئ بنعلي بكلام مدير الفندق وأجابه قائلا: «عن أي صالون حلاقة تتحدث؟ لم أطلب منكم أي شيء من هذا القبيل؟» قبل أن يوجه إليه التعليمات التالية: «تمهل إلى أن يصل من يطلب منك إنجاز الصالون ثم اتصل بي فورا. وعندما تقدم الشاذلي حامي إلى الفندق من أجل تسلم مفاتيح صالون الحلاقة، اكتشف صاحب الفندق الخطأ الذي وقع فيه واتصل بالرئاسة يلتمس العذر، كاشفا عن أسماء جميع الأشخاص المتورطين في تلك العملية. الحقيقة أن الشاذلي حامي احتال وتقمص شخصية الرئيس، وبهذه العملية تمكن من الحصول على صالون حلاقة ثان لروضة الماجري، ففطن بنعلي إلى استغلال اسمه وصفته في عملية احتيال. وصلت هذه القصة إلى مسامع كمال لطايف، فنسج الإشاعة التي تفيد بأنني كنت حلاقة قبل أن أصبح زوجة بنعلي وأصير لاحقا السيدة الأولى في تونس. فكيف علمت بهذه القصة؟ ذات يوم، استقبلت صديقتي سميرة في منزلي، وبعد تردد قالت: «تعلمين بأنني لا أخفي عنك شيئا... أعتقد أن زوجك يواعد عشيقة. إنها حلاقة وتقطن في حي باردو». لم أصدق كلامها. غير أنني قررت أن أضع زوجي تحت المراقبة. راقبت كل شيء، لكن لا شيء كان يفيد في حركاته واتصالاته بوجود امرأة أخرى في حياته. ولم أعرف حقيقة ما جرى إلى أن قرأ علي بنعلي ذات مساء مقالا صحافيا يتحدث عن مغامرات سيدة تدعى روضة الماجري وتدعي بأن اسمها ليلى الطرابلسي. المقال تحدث عن اعتقالها وتقديمها للمحاكمة بتهمة النصب والاحتيال.